اعتبرت عدة تشكيلات سياسية ومنظمات وطنية أن الجزائر فقدت برحيل الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد ابنا بارا من أبنائها الأشاوس نذر حياته وأفنى شبابه في خدمة بلاده بكل اخلاص وتفاني. وتقدم مسؤولو عدة أحزاب ومنظمات وطنية إلى عائلة الفقيد والشعب الجزائري بتعازيهم القلبية إثر رحيل الشاذلي بن جديد داعين المولى عز وجل أن يتغمد روحه برحمته الواسعة ويجعل مثواه جنة الرضوان ويلهم ذويه الصبر و السلوان. و في هذا الصدد أشار التجمع الوطني الديمقراطي أنه تلقى خبر وفاة الرئيس الأسبق و المجاهد الشاذلي بن جديد بحزن و ألم شديدين معتبرا أن الجزائر فقدت في احتفاليتها بخمسينية استقلالها "ابنا بارا من أبنائها الأشاوس الذي نذر حياته و أفنى شبابه في خدمة بلاده بكل أخلاص و تفاني و بكل وطنية عطرة". كما وصفت هذه التشكيلة السياسية رحيل الشاذلي بن جديد ب "الخسارة الكبرى للأمة الجزائرية قاطبة" معتبرة رحيله سقوطا لقامة سامقة من قامات الوطنية وجيل نوفمبر الأغر مبرزة بطولات الراحل إبان الثورة التحريرية و تفانيه و إخلاصه في مسيرته في تكوين و ترسيخ قواعد الجيش الشعبي الوطني بعد الاستقلال. وبدورها تقدمت حركة مجتمع السلم بأخلص التعازي والرحمات إلى عائلة المغفور له راجية من العلي القدير أن يبسط شآبيب الرحمة و المغفرة على " مؤسس التعددية و مبجل العلم و العلماء" مذكرة في السياق ذاته بالفترة "العصيبة" التي تولى فيها الفقيد الشاذلي بن جديد سدة الحكم بالبلاد "حين تهاوت أسعار النفط و انتفض الشارع في الخامس أكتوبر 1988". وتابعت حركة مجتمع السلم أن تلك الفترة شهدت كذلك "تحرك بوادر المأساة الوطنية و مع هذا تحرك الرئيس برصانة و قاد المرحلة بحكمة لما عرف به الفقيد من إخلاص و بساطة و رباطة جأش و تلقائية" و الذي عرف عنه —تضيف الحركة— سلامة الصدر من الأحقاد و الضغائن تجاه جميع مكونات الطيف السياسي و احترام الإرادة الشعبية المتجاوبة مع المخلصين. وفي برقيات تعازي تقدمت كل من الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية و جبهة الجزائرالجديدة و جبهة العدالة و التنمية وجبهة المستقبل إلى أسرة الفقيد بأخلص عبارات العزاء راجية من المولى المنان أن يلحق من أسموه ب"فاتح أبواب الديمقراطية" بالشهداء و الصالحين. وبهذه المناسبة الأليمة أبرق أيضا حزب عهد 54 و حزب الكرامة وحزب الحرية و العدالة و كذا التجمع الجزائري بتعازيهم القلبية إلى عائلة الراحل ناعين فقدان الجزائر لأحد القادة البارزين في الثورة التحريرية متضرعين إلى الله جل وعلى أن يطيب ثراه ويسكنه جنات الخلد. و وصفت القيادة العامة للكشافة الإسلامية من جهتها الرئيس الراحل ب"مؤسس التعددية السياسية و الذي شهدت الجزائر في عهده انفتاحا على مختلف الميادين" داعية له بالرحمة والمغفرة. و نوه رئيس الحكومة الاسبق سيد أحمد غزالي بمناقب الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد الذي وصفه ب"الرجل الوطني الذي أحب بلاده و خدمها حسب قدرته". أما المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى الهبيري فقد أشاد بالإصلاحات السياسية التي انتهجها رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد سيما اعتماده "مبدأ التعددية الحزبية". و قد انتقل الشاذلي بن جديد إلى رحمة الله أمس بالمستشفى العسكري محمد صغير نقاش بعين النعجة إثر مرض عضال عن عمر ناهز 83 سنة. و فور الإعلان عن وفاة الفقيد قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إعلان حداد وطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من أمس السبت في كافة أرجاء التراب الوطني . ويعرض حاليا جثمان الفقيد الشاذلي بن جديد بقصر الشعب لتمكين المسؤولين السامين في الدولة و أعضاء الحكومة و الشخصيات التاريخية و الوطنية والاسلاك النظامية والمواطنين من القاء النظرة الاخيرة على ثالث رئيس جزائري منذ الاستقلال . و سيتم مواراة جثمان الرئيس الشاذلي بن جديد الثرى يوم غد الإثنين بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة العالية.