بات الوضع على الحدود التركية السورية يشكل تهديدا على أمن المنطقة حسب ما أكده الامين العام للامم المتحدة في ظل تواصل التعزيزات العسكرية التركية في الحدود مع سوريا لمواجهة استمرار سقوط القذائف التي تطلق من الجانب السوري . وتبادلت تركيا وسوريا يوم الاثنين نيران المدفعية لليوم السادس على التوالي فيما تصاعدت التوترات على طول المنطقة الحدودية بين البلدين إلى صراع محفوف بالمخاطر في المنطقة. وفي هذا السياق وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم الثلاثاء الوضع على الحدود السورية التركية ب"البالغ الخطورة" وقال أنه بات يشكل تهديدا على أمن المنطقة. وجاء في كلمة ألقاها بان كي مون أمام مجلس أوروبا في افتتاح أول "منتدى عالمي للديمقراطية" في ستراسبورغ بفرنسا التي يزورها أن "الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوى" محذرا من انه وضع "يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة". وجاء هذا التحذير في وقت دفعت فيه تركيا بتعزيزات عسكرية كبيرة الى حدودها مع سوريا خاصة بجنوب شرق اليلد. وفي هذا الاطار قالت وكالة أنباء الأناضول انه وصلت إلى بلدة أقجه قلعة مركبات نقل محملة بمركبات عسكرية وناقلات جند مدرعة قادمة من اللواء المدرع 20 الموجود في محافظة "شانلي أورفه". وتأتي هذه التعزيزات في اطار اتجاه تركيا إلى حشد قواتها والقيام بتعزيزات عسكرية على حدودها مع سوريا في الآونة الأخيرة وذلك بعد سقوط قذائف من سوريا أدت إلى مقتل 5 مواطنين أتراك. وقد كثف الجيش التركي من ارسال الامدادات العسكرية الى الحدود التركية بعد حصول الحكومة على مذكرة تفويض من البرلمان بصلاحية استصدار قرار باجراء عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية عند الضرورة . الا ان نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرينتش اكد مجددا اليوم على ان التفويض الذي صوت عليه البرلمان في ما يتعلق بشن عمليات عسكرية في الخارج ليس إعلان حرب. وقال "لا يتصور أحد أننا سنعلن الحرب بمجرد أخذنا التفويض من البرلمان التركي بشن عمليات عسكرية خارج البلاد فنحن دولة مسالمة لا تفكر في الحرب إلا عند الضرورة" غير انه شدد بالمقابل على انه في "حالة المساس باستقلال بلادنا وسيادتها فنحن بلا شك على أتم الاستعداد لإبداء قدرا أكبر من الحساسية حيال الأمر أكثر من دول عديدة" . وتشهد العلاقات بين دمشق وأنقرة توترا شديدا خصوصا بعد قيام الدفاعات السورية بإسقاط طائرة تركية في ال22 من شهر جوان الماضي. من جانب اخرى ذكرت مصادر تركية ان 25 طائرة حربية من طراز (أف-16) وصلت إلى القاعدة الرئيسية الثانية في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا لهدف تعزيز قوة السلاح الجوي في القاعدة تحسبا من التطورات الجارية في سوريا والقيام بعمليات عسكرية جوية موسعة النطاق ضد معسكرات الانفصاليين في شمال العراق. وذكرت صحيفة (حريت) التركية اليوم نقلا عن مصادر عسكرية قولها إن تعزيز قوة السلاح الجوي يأتي في إطار مكافحة الإرهاب كما يعود للأحداث الجارية في سوريا خاصة من بعد تفويض البرلمان. في غضون ذلك لازالت الاوضاع بالمدن السورية تنزف دما مع تواصل القصف عليها من قبل القوات السورية واستمرار الاشتباكات بين هذه الاخيرة وقوات المعارضة. وذكرت تقارير اعلامية ان انفجارين وقعا اليوم قرب أحد المراكز الأمنية في ريف دمشق تلاهما إطلاق كثيف للنار جراء تصدي الجهات المختصة لمجموعات مسلحة حاولت اقتحام المركز الأمني . من جهة اخرى ذكرت و كالة الانباء السورية (سانا) ان وحدات الجيش السورى تمكنت امس من قتل عشرات المسلحين في حلب و ريفها . تجدر الاشارة هنا الى حصيلة جديدة افاد بها المرصد السورى لحقوق الانسان والذي اكد أن اعمال العنف فى سوريا حصدت ما لا يقل عن 32 الف قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس السورى بشار الاسد فى منتصف مارس 2011 .