تواصلت يوم السبت ردود الأفعال الدولية المنددة بالتفجير "الإرهابي" الذي هز بيروت أمس الجمعة والذي راح ضحيته رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن و7 أشخاص آخرين وسط مخاوف من زعزعة الاستقرار والأمن الداخلي للبنان. فقد أعرب مجلس الأمن الدولي عن تنديده الشديد ب"الاعتداء الإرهابي" الذي استهدف بيروت أمس حيث شدد أعضاءه ال15 في بيان لهم على ضرورة "ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن أعدوا ووفروا الدعم المالي لها" مؤكدين "عزمهم دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد". وأكد المجلس "إدانته من دون تحفظ" لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عبر اغتيالات سياسية داعيا اللبنانيين إلى "المحافظة على الوحدة الوطنية في مواجهة تلك التهديدات" والفرقاء اللبنانيين إلى "مواصلة الحوار الوطني". من جهته أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء مطالبا "بتحقيق معمق" فيه وداعيا اللبنانيين إلى "الهدوء وضبط النفس" فيما دعت منظمة العفو الدولية دعت هي الأخرى السلطات اللبنانية إلى "فتح تحقيق كامل للكشف عن المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم للعدالة". كما أدانت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بشدة التفجير واعتبرت أنه "يتناقض بصورة صارخة مع الجهود التي بذلت مؤخرا لإعادة بناء هذا البلد كما أنه يقوض كل جهود استقراره ويزعزع الوحدة الوطنية بين أبنائه" داعية إلى "تعزيز ثقافة الحوار". وفي ذات السياق أعرب الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست اليوم عن ادانة بلاده الشديدة التفجير "الإرهابي" الذي شهده شرق بيروت والذي جاء كما قال - ل"تأجيج الخلافات بين شرائح الشعب اللبناني على يد الذين لا يرغبون سوى في تحقيق أهدافهم ومصالحهم وليس مصالح الشعب اللبناني". وعبر مهمانبرست عن "أسفه لمقتل وجرح عدد من الأبرياء وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة" مشددا على "ضرورة الكشف عن هوية منفذي الانفجار ومحاكمتهم" داعيا الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية إلى "التحلي باليقظة والوحدة الوطنية لمنع تحقيق أهداف خطط الأعداء". أما الخارجية التركية فقد أكدت في بيان لها ليلة الجمعة إلى السبت "وقوف بلادها بجوار الشعب اللبناني الصديق والشقيق في هذه الأوقات الحساسة وأنها ستواصل الوقوف بوجه أي محاولة تستهدف أمن واستقرار لبنان الداخلي" معربة عن "أملها في أن يتم القبض على مرتكبي هذا الحادث الإرهابي الشنيع في أقرب وقت ممكن وتقديمهم للعدالة". ومن جهتها شددت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس أمس على "ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان وحمايته من المحاولات الرامية إلى زعزعة استقراره وكذا إبقائه في منأى عن التوترات الإقليمية" الذي أعرب عن دعم بلاده "للسلطات اللبنانية والشعب اللبناني". وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا أدانتا أمس التفجير حيث وصف المتحدث باسم قسم الشرق الأدنى بالخارجية الأمريكية آندي هالوس الحادث "بالشنيع والمأساوي" فيما اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن هذا "العمل الرهيب يوضح الاستهانة الشديدة بالحياة البشرية". أما على الصعيد العربي فقد وصف مجلس التعاون الخليجي التفجير ال\ي وقع في بيروت ب"المعروع" و" الجبان" الذي يتعارض مع مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية (...) داعيا كافة القوى الوطنية اللبنانية ل"التحلي بالحكمة والصبر وضبط النفس لتفويت الفرصة على الذين أرادوا إعادة لبنان إلى دائرة العنف والتوتر عبر هذا العمل الإجرامي. بينما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي ب"أشد العبارات" التفجير "الإرهابي" داعيا كل الأطراف السياسية في لبنان إلى وضع مصلحة لبنان العليا فوق كل اعتبار (...). ومن جهتها أجمعت كل من مصر والأردن وفلسطين وسوريا على إدانة التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت أمس الجمعة مؤكدة وقوفها إلى جانب الحكومة اللبنانية لمواجهة الأعمال الاجرامية التي تسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها أيا كان نوعها وأيا كان مصدرها. ومع تواصل التنديدات والاستنكارات الدولية والعربية لهذا العمل الإجرامي الذي جاء ليزيد من تأزم الوضع الأمني والسياسي في لبنان بدأت المخاوف حول مستقبل أمن وسلم واستقرار لبنان تحوم في الأفق حيث أعربت الصحافة اللبنانية الصادرة اليوم السبت عن "قلقها وتخوفها من المخاطر التي تتربص باستقرار وأمن البلاد". فقد ورأت صحيفة "النهار" اللبنانية القريبة من المعارضة أنه "على لبنان انتظار الأسوء بعد مقتل رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن" معتبرة أن "عملية الاغتيال هذه نقلت لبنان من ضفة إلى أخرى مع كل المخاطر التي تتربص الاستقرار والأمن بها" معتبرة أن "الآثار السياسية لهذه العملية بدأت تأخد أحجاما خاصة". وفي هذا الصدد فقد اشتعلت حالة من الجدل بين القوى السياسية في لبنان عقب الانفجار حيث طالبت المعارضة باستقالة الحكومة في الوقت الذي رفضت فيه أطراف سياسية أخرى ذلك. ومن الجانب الأمني تشهد العديد من الطرقات العامة في لبنان توترا كبيرا بعد قطعها من قبل عناصر مسلحة احتجاجا على اغتيال اللواء وسام الحسن بينما يجري الحديث عن سماع طلقات نارية في أنحاء مختلفة من البلاد. وتشهد العاصمة بيروت ظرفا استثنائيا حيث خيم عليها الحزن وخفت حركة المرور بها بشكل كبير فيما تكاد الطرقات أن تخلو من المارة. وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أعلن أمس الحداد الرسمي اليوم السبت على ضحايا انفجار ضاحية الأشرفية شرق بيروت الذي قتل فيه 8 أشخاص وأصيب 86 آخرون. ووفقا للمستجدات فإن تفجير أمس سيدخل لبنان في أزمة سياسية وأمنية أكثر تعقيدا من تلك التي كانت عليها من قبل وسيقوض كافة الجهود التي كانت ستفضي لانفراجها.