اعتبر الروائي الجزائري واسيني لعرج اليوم الأربعاء بوهران أن عولمة الأدب وراء ابتعاد المؤلفين عن اهتماماتهم المحلية والوطنية والجهوية. وذكر واسيني ل/وأج على هامش افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "الحقول الأدبية واستراتيجيات الأدباء" بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أن عولمة الأدب أدى بالمؤلفين الى الاهتمام بقضايا عالمية شاملة على حساب قضايا راهنة ذات خصوصيات محلية وجهوية. ويرى الروائي الجزائري أنه من اللازم على الأدباء الانتقال تدريجيا في أعمالهم من الحقل الأدبي المحلي ثم الجهوي قبل العالمي معتبرا أن ذلك هو المسار الصحيح للحياة الأدبية للمؤلفين. وأبرز أن "العولمة الأدبية" أدت الى بروز "نصوص ضعيفة وبنيات هشة وفي بعض الأحوال دون جهد أدبي يستجيب لمتطلبات محددة" مضيفا أنها "أفرزت أيضا بعض الظواهر مثل الهوس الأدبي المتجلي في الكتابة من أجل استمالة الآخر وترديد خطاباته بأساليب أدبية وفنية". ويعتقد المتحدث كذلك أن الحصار والرقابة المفروضة في بلدان الجنوب وبعض الجهات الأخرى من العالم ساهم في مغادرة الانتاج الأدبي دوائر ضيقة الى الحقل العالمي مباشرة. وللإشارة، تطرق المشاركون في اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يدوم يومين الى مختلف المواضيع المرتبطة بالإنتاج الأدبي مثل "الحقل الأدبي المحلي والحقل الشامل في الأدب الافريقي" حيث تم تناول مجموعة من الآراء حول مخلفات الاستعمار على تطور الانتاج الأدبي لبلدان القارة مثلما ورد في محاضرة الأستاذ بيار هالين من فرنسا. وتمحورت المحاضرات أيضا حول الأدب والعنف والمجتمعات الكولونيالية من خلال دراسة مقارنة وعدد من المحاور مثل التشكيلات المحلية والوطنية والجهوية والدولية للنشاط الأدبي وتصورات المجتمع للأديب. ويشارك في هذا الملتقى أكاديميون من الجزائر وبلجيكا وفرنسا والمجر وفنلندا والولايات المتحدةالأمريكية.