دعي مساء أمس الاثنين الجمهور القسنطيني لاكتشاف الثراء الثقافي لمنطقة "شنوة" خلال افتتاح الأسبوع الثقافي لتيبازة ببهو دار الثقافة محمد العيد آل خليفة. وقد ميزت إيقاعات الزرنة لفرقة فولكلورية جاءت من القليعة حفل افتتاح هذه التظاهرة. و قد زار جمهورغفير متلهف لاكتشاف منطقة"شنوة" الأجنحة التي احتضنت مختلف عروض الصناعة التقليدية والسيراميك والألبسة التقليدية والسلال والأطباق المحلية وكذا أعمال فنانين من ولاية تيبازة. و قد أثار فضول الزوار الجناح المخصص للآثار والصور الفوتوغرافية التي تعيد رسوما جدارية رومانية على شكل فسيفساء و مواقع رائدة ل "سيزاري" التي تسمى اليوم شرشال والتي كانت عاصمة الملك النوميدي يوبا الثاني. و تكشف التماثيل النصفية للصورة المنحوتة لجوبا الثاني و زوجته "كليوباترا سيليني" وابنه "بتوليمي"الكنوز الأثرية النفيسة جدا التي تخفيها هذه الولاية و تكشف عن جزء من تاريخ مدينة جبل شنوة. واستقطب الجناح المخصص لفن الطهي التقليدي لتيبازة فضول زوار هذا المعرض بدون منازع. و قد حضر جمهور كبير من أجل اكتشاف "الكسكسي بالخزامى" و" الفول بالمريمية" و الخبز بالأعشاب" و "البركوكس بالفول" و هي أطعمة تمثل مزيجا بين الثقافة و التقاليد البربرية و البيزنطية. وفي هذا السياق تسعى السيدة ربيعة نجار طاهية ماهرة مختصة في مطبخ منطقة شنوة إلى غرس "ولع حقيقي" بهذه الأطباق و تعمل على"الحفاظ على هوية منطقة تمتلك مجموعة من أغنى النباتات منذ العصور القديمة". و سيتواصل الأسبوع الثقافي لتيبازة بمدينة الجسور المعلقة إلى غاية يوم الجمعة المقبل بتقديم عروض مسرحية للأطفال من بينها "المغامرة" التي كتبها أمين هبوشي و أخرجها الطاهر طاهري من جمعية مسرح فوكة و كذا "دروس خصوصية" لجمعية تاج. وحسب السيد بلقاسم بن شمة المسؤول عن وفد تيبازة يرتقب عرض شريط وثائقي يحكي عن تاريخ تيبازة بين الماضي والحاضر بقاعة المحاضرات بدار الثقافة. كما سيعرض من جانبهم أعضاء جمعية "حالوزرف" التراث الموسيقي المحلي الخالص فيما سيختتم أعضاء الجمعية الموسيقية الأندلسية "الغرناطية" من القليعة يوم الجمعة المقبل الأسبوع الثقافي لمنطقة ذات تراث جد ثري ومتنوع.