لا تزال حياكة أونسج "الحنبل" وزربية "الرقوبة" تتحدى الزمن بقوة بمنطقة مداوروش بسوق أهراس وتقاوم المنتجات المصنعة المتوفرة في الأسواق حسب ما لوحظ خلال افتتاح الأسبوع الثقافي لطاغست العتيقة بقسنطينة. و"لا يمكن أبدا تجاهل هذه الأعمال الفنية المحاكة باليد باستعمال الصوف والتي ورثناها عن الأجداد أوالتخلي عنها ولهذا لا نزال نواصل في إنتاجنا الحرفي على الرغم من مواردنا الضعيفة" تقول مغنية مناصري التي قدمت إلى قسنطينة لعرض هذه الكنوز الفنية بمناسبة هذه التظاهرة للتبادل الثقافي في ما بين الولايات. فالحاجة مغنية ذات الستين سنة والتي باتت يداها خشنتين نوعا ما لشدة عملها بعد أن أمضت سنين من عمرها في حياكة الزرابي التقليدية باستعمال المشط وعلى الرغم من انحناء عمودها الفقري والتي لا تزال تتمتع ببصر ثاقب تتأسف على عدم قدرتها على نقل هذه التجربة الطويلة التي اكتسبتها منذ طفولتها. وتقول الحاجة مغنية أمام عديد الزوار الذين قادهم الفضول إلى اكتشاف أجنحة معرض زاهية الألوان بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة "ان ضيق منزلي وغياب فضاء ملائم حالا دون تمكني من نقل هذا التراث" .إن عمل الصوف عمل شاق بالتأكيد، إلا أنه مذر للربح ويستحق المحافظة عليه بكونه يمثل تراثا لبلدنا" تضيف هذه في تصريح ل (وأج). كما تلفت الأدوات المستعملة في الحياكة على غرار "المشط" و"المغزل" و"القرداش" وغيرها من الوسائل الأخرى انتباه الزوار حيث لم يحد بصرهم عن "الحنبل" و"الحايك" و"البرنوس" وبعض العينات من الحلي الفضية المقابلة لجناح الحاجة مغنية مناصري.