أنهت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي مساء اليوم الخميس الهجوم الذي قامت به لتحرير كل العمال الجزائريين والأجانب الذين كانوا محتجزين من قبل مجموعة إرهابية مسلحة بالموقع الغازي لتيقنتورين (40 كم من إن أمناس) بولاية إيليزي حسبما علمت واج لدى مصالح الولاية. و لم يتم بعد تقديم اية حصيلة عن هذه العملية. وسمح هذا الهجوم البري الذي نفذته قوات خاصة تابعة للجيش الوطني الشعبي بتحرير 600 عامل جزائري وأربعة رعايا أجانب (سكوتلنديين إثنين وكيني وفرنسي) حسب مصادر محلية. وقد تمكن ثلاثون (30) عاملا جزائريا في صبيحة هذا اليوم من الفرار من المجموعة الإرهابية التي كانت تحتجزهم بهذه المنشأة الغازية و تم العثور عليهم من قبل عناصر الجيش الوطني الشعبي التي قامت بنقلهم بالطائرات المروحية التي كانت تحلق في أجواء الموقع وفق نفس المصادر. وأكدت مصادر أخرى بعين المكان أن حوالي نصف الرهائن الأجانب قد تم تحريرهم دون تحديد العدد. وكان وزير الاتصال السيد محمد السعيد قد أعلن مساء يوم الخميس للتلفزيون الوطني أن القوات البرية للجيش الوطني الشعبي تمكنت من القضاء على "عدد كبير" من الإرهابيين خلال الهجوم. و ذكر الوزير أنه تم اتخاذ كل التدابير حرصا على الحفاظ على الأرواح و التوصل إلى نهاية سعيدة لكن "التطرف الاعمى للإرهابيين" أدى كما قال إلى هذه العملية العسكرية. كما صرح أن "الجزائر لن تدخل في أي تفاوض (مع الاهابيين) و لن تقبل أي مساومة و ستحارب الإرهاب دون هوادة". وأكد السيد محمد السعيد في هذا السياق "أن مكافحة الارهاب ستكون بلا هوادة" و استرسل قائلا "نقول في مواجهة الإرهاب أمس كما اليوم و غدا أنه لا تفاوض (مع الإرهابيين) و لا مساومة و لا هوادة في مكافحة الإرهاب مضيفا أنه "الموقف الجزائري المعروف منذ أمد". و وصف الوزير الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي بتيقنتورين (ان امناس-ايليزي) و الذي تلاه احتجاز للرهائن من عمال جزائريين و أجانب بأنه "محنة جديدة تلم بالشعب الجزائري". و لاحظ أن "هذه المحنة تحمل صبغة جديدة هذه المرة إذ يتعلق الأمر باعتداء صادر عن تنظيم ارهابي متعدد الجنسيات ضد الشعب و الدولة الجزائريين". و أوضح أن أهداف هذا الاعتداء "واضحة" و تتمثل في زعزعة الجزائر و إقحامها مباشرة في الحرب التي تدور رحاها حاليا في مالي". و ألح الوزير "لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم" مطمئنا أن " قوات الجيش الشعبي الوطني" بالمرصاد للدفاع عن الحدود البرية للبلد". و أضاف الوزير قائلا أن الهدف من هذا الاعتداء الارهابي يتمثل ايضا في تحطيم الاقتصاد الوطني "الذي يتوقف بنسبة 98 بالمائة على صادرات المحروقات" موضحا أن "إن أمناس تمثل قطبا هاما في هذا المجال". و كرر الوزير "لن يتمكن الارهابيون من تحقيق مأربهم بفضل عزيمة الجزائريين في الدفاع عن دولتهم و اقتصادهم و البقاء متضامنين أمام هذه الحملة الارهابية التي اتخذت شكلا جديدا متعدد الأجناس يضم تجار المخدرات". و دعا الجزائريين الى توخي اليقظة و الى الوقوف كرجل واحد من أجل الحفاظ على استقرار البلد و استقلاله و اقتصاده. و أكد وزير الاتصال من جهة أخرى أن الحكومة الجزائرية في "اتصال مستمر" مع البلدان التي يوجد رعاياها بين ايدي الارهابيين "لإطلاعها" بتطورات الوضع. يذكر أن مجموعة إرهابية مدججة بالسلاح كانت قد هاجمت في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء منشأة لمعالجة الغاز بتيقنتورين مخلفة قتيلين (جزائري و بريطاني) و ستة جرحى (من بينهم أجنبيين اثنين). و قام الإرهابيون الذين حاصرتهم قوات الأمن باحتلال جزء من قاعدة الحياة التابعة للموقع الغازي و احتجاز العديد من العمال من مختلف الجنسيات من بينهم جزائريين أفرج عنهم مساء أمس الأربعاء "على شكل مجموعات صغيرة".