شكلت مختلف الجوانب المرتبطة ببعض مظاهر الحياة في المجتمع الأوراسي وأعلام ومشاهير هذه المنطقة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ القديم والحديث لمنطقة الأوراس موضوع ملتقى افتتح اليوم الاثنين بخنشلة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد. ويشارك في هذا اللقاء الذي يدوم يومين باحثون مختصون في التاريخ وعلم الاثار قدموا من جامعات قالمة وبسكرة وسطيف وعنابة وتيبازة وباتنة والجزائر العاصمة والشلف وتبسةوخنشلة ومدير ملحقة عين مليلة (أم البواقي) التابعة للمركز الوطني للبحوث في عصر ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ. وتقدم اثناء هذا الملتقى أزيد من 10 محاضرات عبارة عن بحوث علمية أكاديمية بالإضافة إلى مداخلات متنوعة حول بعض مظاهر الحياة في المجتمع الأوراسي وأعلام ومشاهير هذه المنطقة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ القديم والحديث لمنطقة الأوراس. وافتتحت أشغال هذا اللقاء بمداخلة مراد بتروني مدير الحماية القانونية للتراث الثقافي بوزارة الثقافة حول "مجهودات الهيئات الوصية في تثمين التراث الثقافي" أبرز فيها أهمية تصنيف المعالم الأثرية والثقافية وجهود الوزارة على رأس كل الهيئات المعنية بهذا الجانب في كل أبعاده التاريخية والإنسانية وذلك قبل أن يتطرق إلى الشواهد والآثار الحية التي ظلت بدون تصنيف في العهد الاستعماري وحتى وإن كانت قليلة فقد اقتصر تصنيفها كمواقع طبيعية وذلك بهدف طمس الهوية والشخصية الوطنية الجزائرية وفصلها عن تاريخها الضارب في أعماق الوجود الانساني. وبعد أن ذكر بكل القوانين وأعمال التصنيف منذ بداية سنة 1962 رغم الغياب الذي يكاد كلي في عدد المؤرخين والباحثين الجزائريين اكد بتروني ان قانون 1998 الخاص بحماية المواقع الأثرية والطبيعية كان بمثابة "الانطلاقة الفعلية" في العناية بالتراث الوطني خاصة بعد تأسيس المؤسسات والدوائر التاريخية والعناية بالدراسات والبحوث الأكاديمية الجامعية وغيرها من الإشارات التاريخية إلى أن أصبح التصنيف له علاقة وطيدة بالمجتمع. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية الوعي الثقافي في الحفاظ على الموروث التاريخي . وتناول الأستاذ عبد العزيز لعميد من جامعة خنشلة في محاضرته "نماذج من شهداء المقاومة في الأوراس" نماذج عن بعض عظماء منطقة الأوراس في القديم على غرار تكفريناس والكاهنة وبيداس وغيرهم" . وثمن الدور البطولي لشهداء ثورة التحرير بهذه المنطقة على غرار مصطفى بن بولعيد وعباس لغرور وشيحاني بشير وغيرهم ممن كانوا يمثلون نبراسا لكل الشهداء بالمنطقة. وأكد أن ثورة التحرير بالأوراس هي امتداد تاريخي في انتفاضة سكانه منذ القديم ضد كل محاولات احتلال هذه المنطقة التي تعرضت إلى صراعات وحروب بين الأهالي والمستعمرين منذ دخول الرومان وغيرهم إلى مجيء الاستعمار الفرنسي. فيما ركز الأستاذ يوسف قاسمي في محاضرته على أن تسمية جزء من الأوراس بالنمامشة الذي يمتد إلى غاية القاعدة الشرقية بسوق أهراس هو ليس من باب الجهوية بل لكون هذه المنطقة تمتد من جنوبخنشلة إلى بئر العاتر بولاية تبسة قبل أن يقدم نماذج في علاقة الولاية الأولى التاريخية بالولايات الأخرى بهدف تعميق ثورة التحرير المجيدة. وستتواصل أشغال الملتقى الذي حضره بعض طلبة جامعة عباس لغرور ومجاهدي المنطقة باستكمال بقية المحاضرات المبرمجة منها محاضرة حول "دور الأوراس في احتضان الثورة في مرحلتها الأولى" للأستاذ عيسى ليتيم من جامعة باتنة و"سلاح الإعلام الفرنسي في الأوراس مع بداية الثورة التحريرية" للأستاذ ميلود دعاس من جامعة خنشلة و"منطقة الأوراس في الكتابات الاثنوغرافية الفرنسية وأواخر القرن 19" للأستاذ فارس كعوان من جامعة سطيف. كما برمجت محاضرات اخرى في هذا اللقاء الذي سيختتم غدا الثلاثاء بعدة توصيات من شأنها تفعيل مثل هذه الدراسات الأكاديمية في تعميق البحث التاريخي وفي الاثار الجزائري بشقيه القديم والحديث حسبما أشار إليه الدكتور العربي دحو من جامعة باتنة.