أجمع المشاركون فى مؤتمر "أصدقاء سوريا" يوم الخميس بروما في بيانهم الختامي على تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي "للائتلاف الوطني لقوى المعارضة" في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تصعيدا أمنيا خطيرا. وناقش الاجتماع الذي شاركت فيه 11 دولة التطورات الاخيرة على أرض الميدان والوسائل التى من شأنها أن تحقق التحول السياسى وسبل جمع المساعدات الانسانية اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب السورى فى سياق يتسم بعودة العنف الذى خلف أزيد من 70 الف قتيل و 500 الف من النازحين. و اعرب وزراء الخارجية المشاركون فى بيانهم الختامي عن استيائهم وشجبهم للظروف "الرهيبة" التى يتعرض لها الشعب السوري من فعل التهديد المستمر وتصاعد حدة العنف مشددين على ضرورة توقف القصف العشوائي على المناطق الحضرية على الفور. و على خلفية الاحداث الامنية الخطيرة التي تعيشها البلاد وعد المشاركون من ممثلي الدول العربية والولايات المتحدة والدول الأوروبية من أصدقاء الائتلاف الوطني السوري المعارض "بمزيد من الدعم السياسي والمادي للهيئة المعترف بها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري". و اعتبر هؤلاء انه بات من الضروري تغيير ميزان القوى على الأرض في سوريا مشيرين إلى أنه جرى في هذا الإطار "إعادة النظر بخطط الدعم الحالية والمستقبلية التي سيتم من خلالها تنسيق الجهود المبذولة" لدعم الشعب السوري. كما وعد المؤتمر ب"دعم القيادة العليا للجيش السوري الحر الملتزمة بالدفاع عن نفسها" وفي الوقت نفسه "دعم الائتلاف في مجال إنشاء نظام ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي". و بغرض بدء مسيرة تفضي إلى حل الأزمة بما في ذلك مسألة استقالة الرئيس الأسد ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء ,أكد الوزراء على ضرورة الحفاظ على "وحدة أرض سوريا" مناشدين "نظام دمشق لاغتنام الفرصة وتقبل هذه الشروط المناسبة". من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرسي ورئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب بعد لقائه وفدا من الائتلاف لأول مرة عن تقديم مساعدات مادية "غير قتالية" لمسلحي المعارضة في سوريا بقيمة 60 مليون دولار. و يكمن الهدف من تقديم هذه المساعدات حسب كيري في "الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لتعجيل مغادرته منصبه وأيضا من أجل مساعدة الائتلاف السوري في توحيد صفوفه سياسيا وتوزيع الإغاثة الإنسانية بشكل أفضل". اما رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب فقد طرح سلسلة مطالب ابرزها العمل على "الزام النظام بايجاد ممرات اغاثية آمنة تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الاممالمتحدة)لحماية المدنيين" بالاضافة الى "اعطاء الشعب السوري كامل الحق في الدفاع عن انفسهم". و كان الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قرر اليوم تاجيل اجتماع المعارضة المقرر عقده في اسطنبول السبت المقبل لتعيين "رئيس الوزراء في المناطق التي تسير عليها المعارضة" دون تحديد موعد لاحق. و في سياق تردي الاوضاع الامنية في سوريا حذر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الى سوريا اليوم من استمرار الأزمة الراهنة داعيا إلى مواصلة الجهود للبحث عن أرضية مشتركة بين الحكومة والمعارضة لانهاء الازمة بالطرق السلمية. و وصف الإبراهيمي مبادرة معاذ الخطيب بشأن الحوار السياسي مع ممثلي الحكومة السورية بانها فاجأت الجميع وأحرجت النظام السوري موضحا ان الخطيب لم يضع شروطا للحوار ولكنه حدد بعض المطالب للتعبير عن حسن النوايا معتبرا مطلب الإفراج عن الأسرى ليس تنازلا كبيرا من الحكومة السورية كي تبدأ مفاوضات تضع حلا للازمة. من جهته حذر المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أودو يانس من الارتفاع الهائل لعدد اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في البلاد حيث اكد على ان عدد هؤلاء كان 33 ألفا عند بداية الاحداث في سوريا أما الآن فقد بلغ عددهم 336 ألف شخص. و سعيا منها لايجاد الحلول الكفيلة لكبح من العمليات المتواصلة لنزوح الاف السورين لدول الجوار, اعلنت روسيا يوم أمس أنها مستعدة لعقد مؤتمر دولي على أراضيها بهذا الشان,وان اتصالات جارية لتنظيم هذا اللقاء. و في الوقت الذي يكثف المجتمع الدولي من جهوده لاحتواء الازمة في سوريا تتواصل اعمال العنف في هذا البلد حيث شهدت مناطق عدة وخاصة العاصمة دمشق عددا من التفجيرات كان آخرها عندما فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في وسط دمشق بالقرب من مقر حزب البعث الحاكم مما أسفر عن مقتل 61 شخصا اغلبهم من المدنيين,حسب المرصد في أكثر التفجيرات دموية في العاصمة منذ بداية النزاع في البلاد قبل حوالي سنتين. وكانت "لجان التنسيق المحلية" السورية أعلنت في حصيلة جديدة اليوم عن ارتفاع أعداد القتلى أمس إلى 188 شخصا معظهم بريف حلب.