نظم اليوم الثلاثاء بجبل "بولقرون" ببلدية جواب (المدية) حفل بمناسبة مرور 55 سنة على استشهاد الرائد سي لخضر حضره مجاهدون من الولاية الرابعة التاريخية إلى جانب رفقاء السلاح و أقارب الشهيد و جمع غفير من المواطنين. و قد أبرز الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد فؤاد شواطي في تدخله بهذه المناسبة الخصال الإنسانية والقدرات العسكرية وكذا الشخصية القوية الوفية للقضية الوطنية التي كان يتمتع بها الرائد سي لخضر و اسمه الحقيقي رابح مقراني الذي سقط في ميدان الشرف في 5 مارس من سنة 1958 خلال اشتباك مع جيش الاحتلال بجبل "بولقرون" و هي مرتفعات غابية تقع بإقليم بلدية جواب. ولد الشهيد في 6 نوفمبر 1936 وسط عائلة فقيرة تنحدر من القرية الصغيرة " قرقور" الواقعة غرب "بالسترو" سابقا بولاية البويرة و التي تحمل اسم لخضرية تكريما لهذا الشهيد. زاول سي لخضر الدراسة لفترة قصيرة بمسقط رأسه و كلف حسب المتحدث في سن مبكرة بتشكيل أولى خلايا الكفاح بمنطقة لخضرية وعين بسام. وتم تعيينه فيما بعد قائدا لوحدات الكفاح الناشطة عبر مناطق مختلفة من تراب الولاية الرابعة التاريخية قبل أن يكلف رفقة الشهيد علي خوجة بتكوين فرق الكومندوس لجيش التحريرالوطني. وقد عمل الرائد سي لخضر فيما بعد بصفته قائدا عسكريا للولاية الرابعة التاريخية و بقيادة الشهيد سي أمحمد بوقرة على تزويد الثورة بوحدات كفاح مدربة على الحرب علاوة على تنظيم الهياكل العسكرية المحلية و التخطيط للعمليات العسكرية التي كلل أغلبها بالنجاح و أكسبته لقب "صقر مرتفع الزبربر". كما ساهم الشهيد حسب شهادات عدد من رفقاء السلاح في إعداد دليل عسكري حول "حرب العصابات" يحتوي على جملة من التفاصيل حول إستراتيجية الكفاح المسلح و مبادئ و تقنيات الحرب بالمناطق الريفية. أصيب الرائد سي لخضر بجروح بليغة أثناء اشتباك مع العدو وقع ليلة 4 إلى 5 مارس 1958 بجبل " بولقرون" سقط على إثرها شهيدا رغم محاولات فك الحصار التي قام بها أفراد " الكتيبة الزبيرية" بقيادة الرائد علي خوجة. ووري الشهيد التراب بدوار " زنين" بالجهة السفلى لجبل "بولقرون" حيث أقيم نصب تذكاري بعد الاستقلال تخليدا لذكرى هذا القائد العسكري الفذ.