"مسرح البحر: تجربة" هو عنوان كتاب جديد من توقيع قدور نعيمي يتناول من خلاله صاحبه السنوات الأربع لوجود فرقة المسرح التي أسسها في عام 1968 بوهران. ويسلط هذا الكتاب الضوء على تاريخ ومسيرة فرقة "مسرح البحر" التي دام نشاطها أربع سنوات كما أوضح المؤلف خلال جلسة تقديم نشطها اليوم الأربعاء بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية الكائن مقره بوهران. وأوضح السيد نعيمي أن هذا الإصدار الذي سيتم طبعه قريبا ضمن منشورات المركز يتمثل في "شهادة مباشرة" وهو موجه خاصة للمؤرخين والباحثين الشباب الذين يبحثون عن مصادر وثائقية حول الفن الرابع الجزائري. وفي كتابه يتناول المؤلف تأسيس فرقته ومشوارها وإنجازاتها المجسدة جماعيا من طرف فنانين من أعضائها منهم الأولون مصطفى منقوشي ويوسفي محمد اللذين انضمت إليهما في وقت لاحق أسماء أخرى من الساحة الثقافية مثل الراحل أحمد سكيف. وتعززت الفرقة مع مرور الوقت لتضم 14 عضوا حيث أنتجت العديد من المسرحيات الناجحة بدءا من "جسدي وصوتك وفكره" (حول تطور الإنسان وفقا لنظرية داروين) تلتها مسرحية "قيمة الاتفاق" (حول غزو الفضاء)و"النملة والفيل" التي تتناول مقاومة الشعب الفيتنامي ضد العدوان الأمريكي و"حجم الثورة" و"عند الفجر أين الأمل" (حول البطالة) و"محمد خد حقيبتك" (مع كاتب ياسين حول موضوع الهجرة). وتناول المؤلف أيضا السياق الذي تطورت فيه فرقته حيث حينها كان الراحل ولد عبد الرحمن كاكي مديرا لمسرح وهران في حين كان علولة كممثل يخطو خطواته الأولى في مجال الإخراج. ويرى نعيمي أن تجربة "مسرح البحر" كانت إلى حد كبير مميزة بالنسبة للمسرح الجزائري مشيرا في هذا الصدد أن فرقته كانت في الواقع تنشط بطريقة مهنية أي بمعدل ثمانية ساعات يوميا رغم أنها كانت رسميا من الهواة. ويشيد المؤلف من خلال كتابه برفاقه في الفرقة التي قال أنها كانت أول أنتجت المسرح المسمى "الحلقة" مشيرا إلى تقديم ما يقارب 300 عرض في هذا اللون التمثيلي. وأضاف أن جميع أعمال "مسرح البحر" قد قدمت خارج الركح الرسمي باستثناء المسرح الوطني بالجزائر العاصمة من خلال مسرحية " "محمد خد حقيبتك" ولكن كان الجمهور على الخشبة أي في شكل "الحلقة". "كانت الفرقة تنشط في جميع أنحاء البلاد وتعرض أعمالها الجماعية في المزارع والمصانع والثانويات والجامعة داعية أيضا الجمهور إلى المشاركة في النقاش العام الذي كان يستغرق في بعض الأحيان ساعتين أي مدة أطول من ذلك الذي يستغرقه العرض" كما ذكر السيد نعيمي الذي يعد مؤلفا وسينمائيا. وقبل تأسيس "مسرح البحر" درس قدور نعيمي الإخراج في المدرسة العليا للفنون المسرحية بستراسبورغ (فرنسا). وعزز تكوينه من 1974 إلى 1979 بتحصله على شهادة ليسانس في علم الإجتماع من جامعة لوفان-لا-نوف (بلجيكا). وقد تم تكريم السيد نعيمي دوليا نظير أعماله المسرحية والأدبية والسينمائية المكرسة للمواضيع الإجتماعية على وجه الخصوص. وعاد إلى الوطن بعدما قضى 40 سنة في الخارج حيث أخرج عام 2012 "الحنانة يا الأولاد" في إطار المهرجان الدولي للمسرح ببجاية. يذكر أنه تم تقديم كتابه حول فرقة "مسرح البحر" بحضور السيد أحمد أمين دلاي الباحث بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية الذي أشار أن هذا الإصدار يدخل في إطار "دفاتر التراث" التي يخصصها هذا المركز للبحث في الموروث الثقافي الجزائري. ويتعلق الأمر بسلسلة جديدة بعنوان "وثائق لخدمة تاريخ التراث الجزائري" والتي تهدف إلى تزويد الباحثين بوثائق جديدة مثل شهادة السيد نعيمي أو أعمال حول محي الدين بشطارزي تشمل رسائله وأغانيه التي منع بثها خلال الحقبة الإستعمارية. وأعلن السيد دلاي المتخصص في الشعر الملحون عن الإعداد المقبل لمعاجم خاصة بالانتاجات الأدبية باللغة العامية بمصطلحات صوفية لسيدي لخضر بن خلوف مبرزا أن المشروع ينفذ في إطار البرامج الوطنية للبحث.