يشكل الوضع في فنزويلا عقب الانتخابات الرئاسية محور إجتماع طارئ تعقده رابطة دول امريكا الجنوبية (يوناسور) يوم الخميس بالعاصمة البيروفية ليما فيما يرتقب أن يؤدى الرئيس المنتخب الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين الدستورية يوم الجمعة في ظل إصرار المعارضة على رفض النتائج. وتعقد رابطة دول امريكا الجنوبية (يوناسور) اجتماعها الطارئ في ليما لبحث الازمة السياسية في فنزويلا بسبب الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد وطعنت المعارضة في نتائجها التي جاءت لصالح مادورو نائب الزعيم الراحل هوغو تشافيز بأغلبية 50.66 بالمائة من الاصوات مقابل 49.06 بالمائة أي بفارق 265 الف صوت. ويحضر هذا الإجتماع الذي تترأسه رئيستا الارجنتين كريستينا كيرشنر والبرازيل ديلما روسيف اضافة إلى رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا وسيمثل فنزويلا وزير خارجيتها الياس خوا فيما يبقى من المتوقع ان يحضر الإجتماع رئيس الإكوادور رافائيل كوريا حسبما أعلنته حكومة البيرو التي تتولي حاليا الرئاسة الدولية لهذه المنظمة التي تضم 12 عضوا. وتضم منظمة يوناسور أيضا بوليفيا وكولومبيا وشيلي وباراغواي وغويانا وسورينام وفنزويلا. وفي ذات السياق اعرب الامين العام لمنظمة الدول الامريكية خوسي ميغال اينسولزا يوم الثلاثاء عن انشغاله باحداث العنف في فنزويلا مؤكدا أن "ان اللجوء الى العنف في مجتمع يبحث عن الامن يجب ان يرفض بشكل قاطع"معربا عن"قلقه العميق حيال اعمال العنف المدانة" كما وجه "نداء من اجل الحوار الذي يعتبر آلية ضرورية للحكم في اي بلد". — السلطات الفنزويلية تحمل المعارضة مسؤولية أعمال العنف في البلاد— ويأتى هذا الإجتماع الطارئ في ظل التوترالذي تعرفه فنزويلا بعد الكشف عن نتائج الإنتخابات الرئاسية التي أثارت العديد من الإشتباكات بين أنصار المعارضة و قوات الأمن حيث تؤكد مصادر إعلامية مقتل ثمانية أشخاص خلالها. كما يأتى الإجتماع بعد رفض رئيسة المحكمة العليا الفنزويلية لويزا إستيلا موراليس امس الأربعاء إعادة فرز الأصوات يدويا قائلة "أن نظام فرز الأصوات يدويا قد ألغي في فنزويلا بموجب دستور عام 1999 " وأن غالبية من يطالبون بفرز الأصوات يدويا يعلمون ذلك جيدا. غيرأن مرشح المعارضة هنريكي كابريليس يعتبر ان بلاده "تعيش أزمة سياسية لا يمكن حلها إلا بإخضاع نتائج الانتخابات للتدقيق "متعهدا بأن يعترف بالنتائج إذا ما أكدت عملية التدقيق في فوز مادورو في الانتخابات". كما قالت مصادر فى المعارضة ان فرزها للاصوات أظهر أن كابريليس " فاز بأكثر من 300 الف صوت ". ويقول فريق مرشح المعارضة انه يملك أدلة على "3200 تجاوز" حدث فى يوم الانتخابات بدءا من مزاعم استخدام بطاقات هوية مزورة الى الضغط على المتطوعين عند مراكز الاقتراع . وفي غضون ذلك لقى سبعة أشخاص مصرعهم و أصيب 61 شخصا بينما إعتقلت الشرطة 135 شخصا لعلاقتهم بأعمال العنف خلال المظاهرات التي دعت إليها المعارضة لمحاولة الضغط على الحكومة من أجل إعادة النظر في النتائج. وعلى خلفية هذه المظاهرات حمل الرئيس مادورو المعارضة نتائج أعمال العنف التي تعرفها البلاد متهما إياها "بمحاولة قلب النظام الحاكم فى البلاد من خلال الدعوة الى تنظيم الاحتجاجات و بالتخطيط لادخال البلاد فى حرب أهلية من خلال الهجوم على مقرات الحزب الاشتراكى الموحد الحاكم فى البلاد واحراقها فى عدد من المدن". وأشار مادورو الى أن المعارضة بصدد الاعداد للدعوة الى اضراب عام يشل حركة البلاد كما حدث سنة 2002 موضحا أنه يعتزم الرد على ذلك بالعمل المستمر من أجل ضمان السلم العام بفنزويلا . من جانبها أكدت لويزا أورتيغا المدعية العامة للجمهورية الفنزويلية أن المعارضة تتحمل نتائج أعمال العنف التي تعرفها البلاد داعية كابريليس إلى قبول النتائج. ومن المقرر أن يؤدى مادورو اليمين الدستورية يوم الجمعة 19 أفريل 2013 و ذلك بعد الإعلان الرسمى عن فوزه في الرئاسيات. ويعتبر مادورو من الشخصيات المعتدلة داخل الحزب الاشتراكى الموحد و هو يحظى بإجماع من بين أعضاء الحزب. وقد بدأ مادورو مسيرته السياسية عندما دخل العمل النقابي في مؤسسة (مترو كاراكاس) في سبعينات وثمانينات القرن العشرين كما يعتبر أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة وقد ساهم بنشاطه السياسي في الإفراج عن هوغو تشافيز من السجن ثم عمل منسقا سياسيا إقليميا خلال حملته الانتخابية في سنة 1998.