شكل فتح شعبة للهندسة في "البناية الذكية" إحدى أهم التوصيات المقدمة اليوم الثلاثاء بوهران من طرف المشاركين في الملتقى الدولي المخصص لهذا المجال العلمي. وأوضح الأستاذ محمد مولي رئيس الملتقى الذي انتظم بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات لوهران بأن "هدف هذا الاقتراح يكمن في تدعيم مسار التكوين ببرامج جديدة تتوج بمهن من شأنها تلبية الاحتياجات الاقتصادية للبلاد". وشكلت "البناية الذكية في قلب التنمية المستدامة" الموضوع الرئيسي لهذه التظاهرة التي عرفت مشاركة 60 باحثا جزائريا وأجنبيا الذين ناقشوا مختلف التقنيات وتسيير هذا النوع من البنايات ذات النجاعة الطاقوية. وأشار الأستاذ مولي إلى أنه بناء على توجيهات الوزارة الوصية الرامية الى تشجيع فتح تخصصات جديدة بمؤسسات التعليم العالي أجمع المشاركون على اقتراح استحداث شعبة "البناية الذكية" على مستوى المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات لوهران. وأضاف أن "المستقبل يفرض تعدد الإختصاصات في عدد من الميادين منها ما تعلق بالبناية الذكية التي تقتضي الجمع بين مجالات تقنية مختلفة على غرار الاكترونيك والكهرباء والميكانيك والهندسة المدنية". وأبرز أن إنشاء على المدى المتوسط لمسار تكوين في "البناية الذكية" سيدعم البرامج المتعددة التي تتوفر عليها المدرسة المذكورة التي شهدت خلال السنة الجارية فتح تخصص جديد يخص شهادة مهندس دولة في الترميم. ويعتبر السيد مولي أستاذ بقسم الهندسة المدنية بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات لوهران ورئيس فريق للبحث على مستوى مخبر المؤسسة الذي يضم عدة مشاريع ذات صلة بديمومة مواد البناء. وتتمثل المحاور الرئيسية للبحث بالخصوص في إبراز مزايا استخدام بعض المواد الأولية الطبيعية كالبوزولان ببني صاف (عين تموشنت) الذي من خلال مزجه بالاسمنت يصبح أكثر مقاومة. ويعمل فريق البحث في مجالات أخرى كرسكلة النفايات الناتجة عن قارورات البلاستيك حيث تتحول إلى مادة جد مقاومة بعد سحقها أو تسخينها. ويشكل البحث عن المواد التي تتناسب مع مواد البناء محل إهتمام لتلبية احتياجات أخرى لاسيما فيما يخص إعادة الإعتبار للبنايات القديمة والطرقات. وتم خلال هذا الملتقى الدولي تقديم التجربة الأجنبية في هذا المجال من طرف السيد جون ميشال بريكير مدير علمي بمدرسة الهندسة لسيرجي-بونتواز (فرنسا) التي تعد شريك للمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات لوهران.