تم خلال الملتقى الدولي "الهندسة المعمارية والمنظر والتعمير: لأي نوعية للحياة" المنعقد يوم الاثنين بوهران تسليط الضوء على أهمية التكاملية بين الهندسة المعمارية وعلم الاجتماع في مجال التعمير. وسمح اللقاء للعديد من طلبة كلية الهندسة المعمارية والهندسة المدنية لجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" لوهران بتعزيز تكوينهم عبر تتتبع مختلف الدراسات التي أجريت بالجزائر والخارج والتي قدمت خلال الملتقى . ويجمع هذا الملتقى المنتظم على مدى يومين زهاء أربعين محاضرا متخصصين في مجالات الهندسة المعمارية وعلم الاجتماع والتاريخ من مختلف المؤسسات الجامعية الجزائرية ومن فرنسا والمغرب وتونس. ويكمن الهدف من هذا اللقاء في تقديم "مختلف الرؤى والمقاربات" بالنظر إلى أهمية برامج البناء الجارية. ويتم خلال اللقاء "مسائلة" العلميين حول أثر "استهلاك الفضاء والتحولات في الأنماط المعيشية والتكنولوجيات وطرق التعليم" وذلك "لفهم التغيرات وتلبية الاحتياجات الجديدة للمجتمع"- كما أوضح المنظمون. وأشارت منسقة الملتقي بكوش عمارة في هذا السياق أن مختلف المساعي على المستوى المؤسساتي بالجزائر "تدعو إلى التفكير حتى تكون نتائج البحث قابلة فعلا للاستغلال من قبل قطاعات الإنتاج". وتطرقت المتحدثة في هذا الصدد إلى عدة عمليات مسطرة في مجال البناء منها جلسات السكن والجلسات الوطنية للتعمير (جوان 2011) ومراجعة قانون البناء المضاد للزلازل (أكتوبر 2010) والمخطط الأبيض لإعادة الاعتبار للتراث العقاري للجزائر العاصمة. وذكرت أن هذه العمليات تعكس "مدى الاهتمام الذي يولى للإشكالية الأساسية لنوعية السكن" . وبالنسبة لبكوش التي هي أستاذة في الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" وباحثة لدى المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران فان "المزيد من المباني تظهر كبدائل ذات نوعية بالجزائر بتميزها بمعالجتها المعمارية التي تبرز إبداع في التصميم وانجاز البنايات والمواد المستعملة". وتثبت هذه الانجازات -حسبها -القدرات التي تم وضعها لتأكيد وجود المؤهلات التي تتلاءم خصوصياتها "بشكل جيد "مع الأثر الجمالي والاندماج في المنظر الحضري-كما أضافت. وفي تصريح لوأج على هامش هذا اللقاء أوضحت السيدة بكوش أن فريقها يشرف على مشروع وطني للبحث يتعلق بالمساحات الخضراء في المناطق الحضرية الجديدة. ويهدف هذا المشروع إلى "تثمين مبادرات السكان وإسهامهم في تزيين الإطار المعيشي من خلال تجربة نموذجية بحي الصديقية بوهران". وتشرك هذه العملية للبحث التي ستتوج بتوصيات مفيدة فريقا متعدد الاختصاصات يضم مهندس معماري ومختصين في التعمير وعلم الاجتماع والجغرافيا وعلم النفس إلى جانب الحركة الجمعوية. ونشط المداخلات خلال هذا الملتقى كل من المؤرخ صادق بن قادة والمختص في علم الاجتماع سعيد بلقيدوم والمهندس المعماري والمختص في علم الاجتماع جون بيار فراي الذين أكدوا من خلال دراسات حول المورفولوجية الحضرية على التكاملية بين مختلف الفاعلين في التصميم. كما برمج للمناقشة خلال ورشات عمل مواضيع خاصة مثل تلك المتعلقة بالبيئة والموارد العقارية والأخطار الطبيعية.