عاش سكان قرية "أولاد أحمد" ببلدية العش (30كلم جنوببرج بوعريريج) أمس الجمعة أجواء احتفالية كبرى بإحيائهم عادة " لوزيعة" طبعتها روح التضامن ما بين مختلف فئات المجتمع. وتميزت هذه الأجواء الاحتفالية بالتفاف وتضامن مجمل شرائح السكان بهذه المنطقة الريفية حيث ساهم الكل قدر المستطاع في تموين "الوزيعة " أو ما يعرف ب "السهمة" أو "ثيمشراط" بالقبائلية. ويتم التحضير لهذه العادة المتأصلة والمتوارثة أبا عن جد بهذه القرية -حسب شيوخ المنطقة- قبل انطلاق حملة الحصاد والدرس للتبرك بالمحصول المنتظر تحقيقه وبعث أواصر المحبة والتضامن وسط سكان هذه المنطقة. ولا يتأخر عن حضور هذه الاحتفاليات التضامنية الكبير و لا الصغير بهذه المنطقة حيث يسارع الكل ويتنافسون على تقديم كل ما في وسعهم من أجل تموين هذا العرس الاجتماعي الكبير بأكبر كمية من اللحوم الطازجة التي يتم توزيعها بشكل عادل ما بين مختلف فئات المجتمع. وقد تم التحضير للعملية -حسب منظميها- منذ أيام من خلال فتح أبواب التبرعات لجمع الأموال اللازمة وذلك بعد تحديد سعر الاشتراك مسبقا الذي يكون في متناول الجميع والمقدر ب 1000د.ج لكل عائلة. وتم في إطار هذه التظاهرة الاجتماعية ذبح 15 عجلا بحضور أهالي القرية وبعض الضيوف ليتم في المساء توزيع حصص اللحم التي فاق عددها 610 حصة وسط أجواء تضامنية كبيرة بين العائلات و صور البهجة و الفرحة وسط الأطفال. وبعد الانتهاء من عملية تقطيع لحم الأضاحي يتم تعيين ثلاثة أشخاص يقومون بتوزيع حصص اللحم للسكان حيث يسلمون كل مشترك حصته ويشطبون اسمه من قائمة المشاركين. كما يخصص جزء من هذه الحصص التي توضع بأكياس بعدد المشاركين الذين ساهموا في تموين هذه "لوزيعة" حصص إضافية للضيوف والعائلات المعوزة. وبعد استكمال عملية توزيع اللحم يلتف سكان المنطقة في حلقة يترأسها أحد الشيوخ حيث يتوجهون بالشكر لله عز وجل على هذه النعم ويرجون من الخالق أن تدوم و تحفظ من الزوال ويدعون إلى السعي للمعروف و إرساء التعاون والتضامن والتسامح ما بين الناس و لم الشمل. وتعد تظاهرة " لوزيعة " التي تحييها ولاية برج بوعريريج سنويا على غرار باقي الولايات المجاورة لها فرصة لالتقاء الأحباب والأصدقاء خاصة المغتربين الذين يجتمعون بعد طول غياب في أجواء بهيجة حول موائد "الكسكسي" الطبق الشعبي اللذيذ الذي يرافق لوزيعة في كل مناسبة.