على غرار الشعوب الإسلامية احتفل، نهار أمس، سكان ولاية البويرة بعيد عاشوراء في جو من التضامن والتفاخر وتبادل التهاني، كونه يذكرنا بانتصار الحق على لباطل.. ففي مثل نهار أمس نجى الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى وقومه وأغرق فرعون• حيث أن البشرية كانت تصوم هذا اليوم، ومنهم المسلمون الذين خالفوا اليهود بصومهم ليومي التاسع والعاشر والعاشر والحادي عشر كشكر لله على نعمة الإنتصار، وكذا كزكاة للنفس. ولكل ذكرى مظاهر الإحتفال والإبتهاج تختلف من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى.. ففي ولاية البويرة عرفت مختلف المناطق إقامة عمليات تضامنية مع العائلات الفقيرة والمحتاجة منها العملية التضامنية التي اعتاد سكان قرية الرافور الواقعة على بعد حوالي 45 كلم شرق الولاية المعروفة لدى السكان بالوزيعة أو "ثامشرط" بالأمازيغية، حيث عرفت قريتا أغزر وثاءات ذبح ما لايقل عن 60عجلا و20 خروفا تم شراؤها عن طريق تبرعات المحسنين الذين اعتادوا المشاركة في هذه العادة السنوية التي تهدف أساسا إلى التضامن والتآزر والتآخي بين أبناء المنطقة، حيث جندت مصالح البلدية عددا من البياطرة والشباب الذين تسابقوا في ذبح هذا العدد من العجول والكباش ليتم توزيع لحومها على سكان المنطقة بمختلف أعمارهم بما فيهم المولود الجديد• وخلال الزيارة التي قادتنا إلى المنطقة وقفنا على روح التضامن والتآزر بين أبناء الوطن الواحد، حيث لاحظنا المواطنين وهم في ارتباط تام يقومون بتوزيع اللحم على الحاضرين حيث سجل ارتياح على وجوه المستفيدين لاستمرار هذه التقاليد التضامنية في الذاكرة الشعبية رغم تعاقب السنين، إلى درجة أنها أصبحت بمثابة عيد سنوي ينتظرونه بفارغ الصبر يقيمون فيها وليمة يحضرها السكان وعدد كبير من العائلات من مختلف الولايات، إلى جانب السلطات الولائية، إذ أن التحضير لعملية الوزيعة يبدأ أياما قبل موعدها وذلك بجمع تبرعات المحسنين ليتم شراء مجموعة من الذبائح وتوزيعها على سكان المنطقة.. لتعم الفرحة كل أبناء المنطقة•