عادة ما يفضل سكان المنطقة الشمالية لولاية سطيف إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف من خلال عادة "الوزيعة" حيث عرفت يوم الأحد منطقة المعادن بمرتفعات بلدية بوقاعة تنظيم عرس جماعي شارك فيه عدد كبير من مواطني المنطقة. وتم خلال هذه الاحتفالية التي ميزها جو تضامني كبير بين العائلات و صور من البهجة والفرحة وسط الأطفال ذبح عدد من رؤوس البقر وتوزيعها على أزيد من 610 عائلة بما فيها عائلات فقيرة و معوزة. و كان سكان قرى الخنوسة و بوشقوف و العش و مناطق أخرى ببوقاعة قد ساهموا منذ أيام بمبلغ 1 ألف د.ج لكل عائلة لشراء رؤوس البقر و توزيعها خلال هذه المناسبة الدينية من أجل ترسيخ تقاليد و عادات الأجداد و إحياء روح التضامن بين مختلف فئات المجتمع. وتم التحضير للعملية منذ أيام من خلال فتح أبواب التبرعات لجمع الأموال اللازمة وتثمينها بإلقاء خطب ومحاضرات تحث على التسامح في الإسلام والتعاون والتآلف والتضامن بين المسلمين وصرف الأموال فيما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع. وتعتبر هذه العادة عملية تضامنية أو "تيليطون" مصغر يتم من خلاله جمع و ذبح و توزيع بعض أنواع اللحوم و أحيانا بعض المواد الغذائية الأساسية على العائلات الفقيرة و المعوزة و ذلك من أجل إدخال الفرحة في قلوبهم خاصة خلال بعض المناسبات الدينية الخاصة و الأفراح . وعادة ما ترتبط عادة الوزيعة بمنطقة بوقاعة بالمناسبات الدينية وكذا المواسم الفلاحية كحملة جني الزيتون و الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و شهر رمضان المبارك من أجل تعزيز الروابط الاجتماعية بين أبنائها وكذا المحافظة عليها. ويرى بعض سكان المنطقة بأن عادة "الوزيعة" قد غابت في السنوات الماضية نظرا لهجرة السكان لمنازلهم وأراضيهم إلا أنها بدأت تعود في الفترات الأخيرة لتسترجع معها روح التضامن و الإخاء بين العائلات الغنية و الفقيرة و تزرع معاني التسامح في المجتمع.