استنكرت جبهة الإنقاذ المصرية التي تضم احزابا وقوى سياسية من التيار المدني المعارض دعوات القوى الإسلامية المتحالفة مع جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر للاعتصام بالميادين واعتبرت أن هذه الدعوات من شانها ان تؤدي إلى صدامات قد ينتج عنها "حرب أهلية". وكان تحالف قوى واحزاب الحركة الاسلامية قد دعا انصاره إلى الدخول في اعتصامات بالميادين الرئيسية عبر المحافظات اعتبارا من اليوم وإلى غاية 30 جوان للدفاع عن شرعية الرئيس محمد مرسي في الوقت الذي شهدت العديد من محافظات مصر خروج عشرات المسيرات المعارضة لحكم جماعة الاخوان المسلمين حيث تم حرق مقرات للحرية والعدالة وجماعةالاخوان . وحذر عضو جبهة الانقاذ عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي من ان اختيار الجماعات الإسلامية الاعتصام بميدان قريب من قصر الرئاسة يوم 30 جوان قد يؤدى إلى صدامات مع المتظاهرين المعارضين بالمنطقة مشيرا إلى ان ذلك من شان ان تكون له تداعيات تدخل البلاد في "حرب أهلية". غير ان قياديين في جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة يعتقدون ان الصدام هو من ضمن خطة مظاهرات 30 جوان التي دعت اليها المعارضة متهمين اطرافا داخلية بتمويل " بلطجية " لتنفيذ اعمال عنف خلال 30 جوان بمساعدة اطراف اجنبية لقلب نظام الحكم وقالوا أن اعتصام الإسلاميين يأتي للرد على محاولة الالتفاف على الشرعية . وقال القيادي بالاخوان فريد اسماعيل ان فلول النظام البائد ولوبي الفساد من الحزب الوطني وجبهة الانقاذ وحركة الشباب الملثمون "البلاك بلوك " وحركة "تمرد" يريدون اشاعة الفوضي وضرب وزعزعة استقرار البلاد واصفهم برأس الحربة في الثورة المضادة والانقلاب علي الشرعية وتعويق مسيرة الوطن. وعلى المستوى الميداني تخللت المظاهرة الحاشدة للحركة الاسلامية بشمال القاهرة التي يتزايد عدد المشاركين فيها بعد ظهر اليوم ترديد ادعية ضد شخصيات سياسية معارضة والمطالبة بتطبيق شرع الله ورفع شعارات مناهضة لدعاة عزل الرئيس مرسي . وفي الوقت نفسه شهدت عدة محافظات مصرية أخرى خروج مسيرات عديدة معارضة للرئيس مرسي بعد ظهر اليوم في القاهرة وكفر الشيخ والسويس والمنوفية ودمياط والغربية بينما شهدت محافظة الدقهلية والبحيرة حرق مقري للحرية والعدالة كما شهدت الاسكندرية اشتباكات عنيفة امام مقر للاخوان المسلمين بمنطقة " سموحة " اسفرت عن احراق المقر واصابة اكثرمن 36 شخصا من بينهم اصابات خطيرة فيما تدخلت قوات من الجيش والشرطة للفصل بين المشتبكين مستعملة الغازات المسيلة للعيون. كما شهدت القاهرة خروج عدة مسيرات مناهضة لحكم الاخوان المسلمين وتوجهت إلى ميدان التحرير وسط القاهرة وقد أعلن عدد من المتظاهرين عزمهم المشاركة في الاعتصام بالميدان حتى تحقيق مطلب تنحي مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة. فيما واصل متظاهرون يطالبون بتدخل الجيش للامساك بالسلطة اعتصامهم اليوم أمام وزارة الدفاع بالعباسية شمال القاهرة لليوم السادس على التوالي حيث نصبوا عشرات الخيم هناك. وتسود حالة من عدم وضوح الرؤية لما سيؤول اليه الوضع بعد تزايد حدة التوتر في الشارع ورفض المعارضة لدعوة الحوار والمصالحة التي اطلقها الرئيس مرسي في خطاب " الفرصة الاخيرة "الذي القاه يوم اول امس في وقت وجهت فيه جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة اتهامات للمعارضة ب"العمالة " ومحاولة قلب نظام الحكم بالتعاون مع اتباع النظام السابق واطراف اجنبية ودعت حلفائها من الحركة الاسلامية للدفاع عن شرعية مرسي وهو ما ترجم في الشارع بزيادة حدة الاستقطاب والاشتباكات العنيفة بين المدافعين عن الشرعية والمطالبين بتنحية الرئيس والتي خلفت حتى الان 4 قتلى واكثر من 470 مصابا . وفي ظل هذا الوضع أعلنت عدة قنصليات وسفرات بالقاهرة غلق ابوابها مع توقعات باستمرارعملية الغلق لما بعد 30 جوان وفي هذا الصدد افادت مصادر سياحية ان المملكة العربية السعودية قررت غلق قنصلياتها بمصر كما اعلنت السفارة الامريكية غلق ابوابها الاحد والاثنين وطالبت رعاياها بتجنب اماكن المظاهرات فيما حذرت روسيا ايضا رعاياها من ارتياد اماكن المظاهرات والتي تسود معظم مناطق المدن الكبرى والاحياء الشعبية المحيطة.