أكد المشاركون في ندوة مخلدة للذكرى الخمسين لتأسيس جبهة القوى الاشتراكية يوم الجمعة بالجزائر أن التوصل إلى خارطة طريق يتم الاجماع حولها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة "ليس بالأمرالمستحيل". في هذا الصدد صرح الخبير لدى الاممالمتحدة و عضو القيادة الجماعية لجبهة القوى الاشتراكية محند أمقران شريفي أنه " ليس من الصعب التوصل إلى خارطة طريق يتم الاجماع حولها و ترتكز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة و رزنامة لتنفيذ ذلك". و يرى نفس المتحدث أنه يجب قبل كل شيئ توفر ارادة سياسية مشتركة للسلطة و الطبقة السياسية و المجتمع المدني حول ضرورة الاصلاحات " العميقة". و بخصوص وضعية الاقتصاد الوطني اعتبر المتدخل أن " الوضع الراهن يفقر الأغلبية و يغني أقلية" ليصبح " مصدرا للااستقرار" حسب قوله. من جهة أخرى يرى شريفي أن تطوير الطاقة الشمسية و الهوائية و النووية المدنية يعد ضرورة بالنسبة للجزائر مشيرا إلى أن البترول و الغاز اللذين يعدان المصدر الأساسي للمداخيل هما مادتان ستزولان في ظرف 30 إلى 40 سنة. كما أوصى المتحدث باللجوء إلى تسيير لامركزي و التمكين من استقلالية القرار من أجل التغلب على " العراقيل البيروقراطية" التي تحول دون استحداث الثروات و توفير مناصب الشغل و" تعطل" التنمية. كما لاحظ شريفي أن الاصلاحات الاقتصادية في العديد من البلدان التي عرفت تحولا ديمقراطيا تتطلب اعادة تقاسم السلطة بين الدولة والمبادرين بالتنمية المستدامة موصيا باستقلالية العدالة بهدف وضع حد للرشوة والفساد وحماية الصحافة. و بهذه المناسبة أوضح الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بطاطاش أن اعادة صياغة اجماع وطني لا يمكن تحقيقها دون اجماع حول الاستراتيجية و الاسس الاقتصادية الكبرى للبلد و اللذين يضمنان مستقبل الأجيال القادمة. كما أضاف انه " من الضروري اشراك و تجنيد الجميع بغية التوصل إلى تحقيق تنمية مستدامة لانقاذ البلد". و للاشارة ينظم حزب جبهة القوى الاشتراكية بدءا من اليوم الجمعة إلى الأحد القادم سلسلة من النشاطات المخلدة للذكرى الخمسين لميلاده يوم 29 سبتمبر1963. و تندرج هذه الندوة في إطار توجهات المؤتمر ال5 للحزب الذي اتخذ من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة " قاعدة لبرنامجه و من إعادة صياغة الإجماع الوطني وسيلة لتحقيقه فعليا".