أسدل الستار سهرة يوم الإثنين بمركز الإتفاقيات محمد بن أحمد لوهران عن فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي بإقامة حفل بهيج بحضور ممثلي وزارة الثقافة وكوكبة من نجوم السينما العربية. وقد توجت هذه الطبعة مناصفة الفيلمين الطويلين "هرج ومرج" لنادين خان من مصر و"مريم" من إخراج باسل الخطيب (سوريا) بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي". وشهدت هذه التظاهرة حضور 12 بلدا عربيا من خلال مشاركة 14 فيلما طويلا و18 عملا سينمائيا قصيرا و6 أفلام وثائقية تنافسوا للظفر بجوائز المهرجان. وكانت الجزائر حاضرة بفيلمين طويلين وهما "في العلبة" لجمال بلوصيف و"أيام الرماد" لعمار سي فوضيل الى جانب أربعة أفلام قصيرة وهي "القندورة البيضاء" لأكرم زغبة و"المنفى" لمبارك مناد و"قبل الأيام" لكريم موساوي و"حديقة بورسعيد" لفوزي بوجماي. وشكل "الورشة أ" الفيلم الوثائقي الوحيد الذي دخلت به الجزائر غمار المنافسة لهذه الفئة. وقد تميز عرض الأفلام الطويلة بإقبال كبير للجمهور على قاعة السينما "المغرب" التي خصصت لهذا الصنف من المسابقة حيث عرفت الأجواء مشاركة الصحفيين والنقاد وكذا مثقفين في النقاشات التي برمجت بعد عرض كل فيلم. وسمحت هذه الأفلام للجمهور لاسيما عشاق الفن السابع بالتجوال في فضاء السينما العربية والغوص في مواضيع وروايات عالجت برؤى اجتماعية وسياسية واقع المواطن العربي وانشغالاته وأوضاعه وأماله وأحلامه وكذا التحديات والرهانات التي تعيشها المنطقة. وقد فتحت هذه الأفلام نوافذ على السينما الخليجية وتطوراتها لا سيما بروز المرأة الخليجية في الفن السابع تمثيلا وإخراجا وتسليطها الضوء على قضايا إجتماعية جديدة مثل الإعاقة ونظرة الآخرين لها. وقد عرجت الأفلام المتسابقة الجمهور والمتتبعين عموما نحو أعمال جديدة من خلال موجة جديدة من المخرجين لوصف المظاهر الإجتماعية السائدة بالوطن العربي وكذا الاهتمامات العميقة للمواطن العربي بنظرات محايدة لا سيما من خلال الأفلام الجزائرية والتونسية والمصرية. كما حظي موضوع الأوضاع المضطربة التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم العربي بقسطه من الإهتمام في هذه الأفلام على غرار السورية واللبنانية. وشدت الأفلام القصيرة بدورها الجمهور الذي صال وجال بين صور عديدة تعبر عن الانشغالات الاجتماعية والثقافية العربية حيث تناولت مواضيع راهنة بلمسات سينمائية موجزة ومعبرة في نفس الوقت. وقد عرض هذا النوع من الأفلام بقاعة متحف السينما مع تنظيم نقاشات نقدية حول مضمونها. ومكنت الأفلام الوثائقية من إعادة اكتشاف التراث الفكري والثقافي والحضاري للأمة العربية عبر أعمال استمالت هي الأخرى فضول الجمهور ووصفت ب"القيمة" لا سيما الفيلم الوثائقي الفلسطيني الذي شكل وقفة ذكرى للشاعر الراحل محمود درويش. وكعادته خصص مهرجان وهران للفيلم العربي خلال هذه الدورة "بانوراما الفيلم الوطني" وهو ركن سمي سابقا ب"السينما الضيف" حيث سمح بعرض أفلام منتجة من قبل جمعيات إلى جانب أفلام لمخرجين جزائريين مثل محمد فيتاس. كما إستحدث خلال هذه الطبعة فضاء "عبد الرحمن بوقرموح" لالتقاء ضيوف المهرجان وذلك بساحة مركز الإتفاقيات محمد بن أحمد بتنظيم ندوات عديدة ونقاشات حول مواضيع سينمائية راهنة مثل النقد أين تم التأكيد على ضرورة أن يرافق النقد السينمائي مختلف مراحل انجاز الفيلم إلى جانب ترقية دور الإعلام المتخصص في تطوير الفن السابع. وتطرقت الندوات أيضا إلى مجال "السكريبت" في صناعة الأفلام ومكانة الفيلم العربي في السينما عالميا وغيرها من المحاور. وكان حفل افتتاح هذه الطبعة التي تواصلت فعالياتها لمدة أسبوع قد عرف تكريم عدد من الوجوه البارزة للفن السابع وهم أحمد راشدي من الجزائر وأسعد فضة من سوريا وليلى طاهر من مصر.