يرتكز اهتمام عشاق الفريق الوطني الجزائري لكرة في الأيام الأخيرة بولايات شرق البلاد كما بباقي مناطق البلاد على "محاربي الصحراء" خصوصا أنه لم يعد يفصلنا عن المباراة أمام بوركينافاسو لحساب إياب الدور الفاصل المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل سوى 3 أيام. وضبط أنصار "الخضر" عقارب ساعاتهم على 15ر19 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة على أمل الخروج في إحتفالات عارمة عقب تحقيق زملاء مجيد بوغرة التأهل للمونديال الرابع في تاريخ الجزائر. و تركت جميع الأحاديث و المناقشات المتعلقة بمواضيع أخرى بغض النظرعن أهميتها جانبا فقد ارتفعت الإثارة بشكل واضح بين الأنصار و بدأت دقات القلوب تتسارع يوما بعد يوم و تزداد قوتها مع اقتراب هذا اللقاء الحاسم. فمن الطارف إلى برج بوعريريج مرورا بعنابة و سكيكدة و جيجل و قسنطينةباتنة و بسكرة أو سطيف انتشرت بشكل كبير الشعارات الضحمة و الأعلام الصغيرة و الأقمصة التي تحمل ألوان الفريق الوطني فتم تعليقها على شرفات المنازل و بواجهات المحلات و بالشوارع و على الأعمدة و الأشجار كما غطيت عشرات المركبات حيث يمكن رؤية أعلام تحمل اللونين الأخضر و الأبيض و يتوسطها هلال و نجمة الحمراوين في كل مكان. و هي نفس أجواء التفاؤل التي سادت كامل ربوع الوطن منذ 4 سنوات على بعد أيام قليلة من مباراة أم درمان الشهيرة و التي خاضها "الخضر" ضد الفريق المصري لكن اللقاء الفاصل هذه المرة سيلعب بأرض الجزائر. و تعد الثقة العمياء أحيانا- في قدرات سفيان فيغولي و زملائه في الفوز باللقاء و التأهل على حساب البوركينابيين ميزة أخرى لهذا اللقاء الهام حيث أنه من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا إيجاد مناصر متشائم يشك في إمكانية تأهل الجزائر لكأس العالم الذي ستحتضن منافساته الأراضي البرازيلية التي تعد بلد كرة القدم بدون منازع. بسطيف على سبيل المثال و وسط موكب "مختلط" من المركبات و الدراجات النارية التي تجوب اليوم السبت وسط عاصمة الهضاب العليا كان أحد المناصرين الذي كان يركب خلف سائق دراجة نارية و يحمل بحماس في أحد اليدين الراية الوطنية و في اليد الأخرى علم البرازيل. ويقول لمناصر الوفي للفريق الوطني, زيتوني بن غريب (18 سنة), لوأج لدى توقفه لوهلة بساحة 8 ماي 1945: " لقد تم رسم الطريق نحو ريو دي جانيرو", و حتى و إن اعترف بأن اللقاء لن يكون مجرد فسحة إلا أنه ينتظر الكثير من اللقاء الذي سيخوضه أشبال وحيد حاليلوزيتش و يضيف "لقد تابعت بانتباه شديد الندوة الصحفية التي نشطها الناخب الوطني و التي بثتها الإذاعة و لدي إحساس بأن +الكوتش وحيد+ حضر خطة الإطاحة بالبوركينابيين بشكل جيد و لدي الثقة التامة فيه و في أشباله". و غير عن بعيد عن ذات المكان ينتظر الشاب زعوش و هو صاحب متجر لبيع الأقراص المضغوطة معروف بشكل كبير في سطيف و يعيش أحلى أيامه بعد انتعاش تجارة بيع الأقراص المضغوطة التي تتغنى بأمجاد الخضر "تحقيق الانتصار" لأنه بالنسبة له " من الغير الوارد تماما أن لا يتمكن هجومنا من تسجيل 3 أهداف على الأقل". و في إطار نفس الأجواء الحماسية اكتست عديد مناطق هذه الولاية الواقعة أقصى شرق البلاد الأخضر و الأبيض حيث يجوب مئات الشباب الشوارع الرئيسية للمناطق العمرانية و يلوحون بالأعلام الجزائرية في حين ارتدوا آخرون ألبسة بالألوان الوطنية و يحيون مواكب السيارات التي تزينت بالأبيض و الأخضر و صنعت منبهاتها أجواء من الابتهاج. و يقول من جهته سليم هاني (30 سنة): "سنفوز حتما على بوركينا فاسو لأننا الأقوى" و هو الرأي الذي يشاطره فيه أصدقاؤه الذين يجوبون وسط مدينة الطارف و هم يرددون "وان تو ثري فيفا لالجيري" مضيفا "نحن نقيم الأفراح مبكرا لكننا نعطيكم موعدا يوم الثلاثاء المقبل حوالي الساعة التاسعة ليلا حيث ستحضرون الحفل الحقيقي". و بهذه الولاية التي تقع على بعد 600 كلم عن الجزائر العاصمة لاقت المبادرة التي أطلقتها نهاية الأسبوع المنصرم الإذاعة المحلية للطارف من أجل اختيار "أفضل شرفة منزل مزينة بالألوان الوطنية", صدى كبيرا بين سكان المنطقة.