أجمع المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول "فقه المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر " انطلقت يوم الإثنين بجامعة باتنة أن للإسلام والثقافة الإسلامية الفضل في إرساء المبادئ الأولى للمواطنة التي اعتبرها الاسلام المحور الأساسي الذي تدور حوله كل الحقوق والواجبات. وذكر المتدخلون في هذا اللقاء الذي احتضمنته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية بجامعة "الحاج لخضر" بمشاركة باحثين من 12 دولة منها مصر وفلسطين والمملكة العربية السعودية والمغرب وفرنسا أن "حق المواطنة يعد من أهم المبادئ والقيم الحضارية التي أرستها الشريعة الإسلامية منذ أكثر من 14 قرنا و اعتبرتها المحور الأساسي الذي تدور عليه كل الحقوق والواجبات." وفي هذا الصدد ذكر الدكتور أحمد جاب الله مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس (فرنسا) أن "دستور المدينةالمنورة أو وثيقة المدينة الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم في عامه الأول من الهجرة هو وثيقة تاريخية تم من خلالها الاعتراف بحقوق كل أهل المدينة دون التفرقة بين مواطنيها من حيث الدين أو العرق أو الجنس". وأضاف أن "هذه الوثيقة تعتبر أول دستور ينظم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين من خلال الاعتماد على مبدأ المواطنة في توضيح الحقوق والواجبات لكل فرد من سكان المدينة". و من جهته أشار الدكتور صالح حسن المسلوت من جامعة الأزهر (مصر) أن المواطنة "لم تكن تثير نقاشا أو جدلا عبر التاريخ الإسلامي في مراحله المختلفة لوضوح الاعتبارات الإسلامية في معاملة المسلمين لغيرهم والتزام معاييرها وتطبيق مقتضياتها". و أضاف نفس المحاضر أن "مبدأ المواطنة أو قبول الآخر المختلف حتى في العقيدة الإسلامية مبدأ مقرر لا خلاف عليه قرره القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بآيات ونصوص صريحة تم التأسيس لها بصورة عملية فيما يعرف بوثيقة أو دستور المدينة. و بدوره بين الدكتور حمد مدحت من الجامعة الأمريكية بجنين (فلسطين) من خلال مداخلة بعنوان "حقوق المواطنة لغير المسلمين في الدولة الإسلامية" كيف تعامل المسلمون مع من يخالفونهم الدين بكل شفافية معتمدا على التعايش السلمي لنماذج حية في الوطن العربي. أما الدكتور عبد الرزاق قسوم من الجزائر فاعتبر أن المواطنة ليست مفهوما دخيلا على المجتمع العربي الإسلامي بل هو راسخ في عماق الثقافة الإسلامية. ومن جانبه رأى الدكتور سلطان بن علي محمد شاهين من جامعة طيبة بالمدينةالمنورة (المملكة العربية السعودية) من خلال محاضرته "مفهوم الوطنية من منظور إسلامي" أن الإسلام "لم يتعارض أبدا مع المواطنة أو الشعور بحب الوطن بل جعلهما من الدين لأنهما السبيل الوحيد للتفاعل والتعايش والتعاون بين أبناء الوطن الواحد". وبرمجت في أشغال الملتقى الذي يعد سادس تظاهرة دولية تنظمها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية بجامعة باتنة 70 مداخلة إلى جانب ورشات تطبيقية حول مفهوم المواطنة. وستركز النقاشات خلال يومين من الأشغال حسب رئيس الملتقى الدكتور صالح بوبشيش حول خمسة محاور هي "مفهوم مواطنة وحقوق المواطن و واجباته عند الفقهاء والمفكرين" و "مبادئ المواطنة وقيمها من منظور الفكر الإسلامي ومقاصد الشريعة" و "المواطنة وإشكالية التنوع الثقافي والاجتماعي والسياسي بين الفقه والقانون" و "إشكالية المواطنة للأقليات داخل البلاد الإسلامية وخارجها من منظور الفكر الإسلامي المعاصر" وكذا "المواطنة في المجتمع الجزائري من منظور فكري إسلامي".