اعتبر الأستاذ محمد بن أحمد من جامعة تلمسان،و الذي التقته "الجزائرالجديدة" على هامش المحاضرة التي ألقاها تحت عنوان "الهدي النبوي في ترسيخ مفهوم المواطنة من خلال وثيقة المدينة" بدار سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالمحمدية؛ أن موضوع المواطنة هو جزء من مشكلة الهوية والمفاهيم المختلفة التي ارتبطت منذ احتكاك العرب بالغرب فكريا ،ثقافيا وسياسيا، موضحا أنها تشكّل أساس الانتماء ومنبع الوطنية، لا سيما وأنها مفهوم جمع بين الأبعاد المادية والمعنوية للإنسان. وفي هذا السياق، قال ذات المتحدث أنّ المواطنة سلوك حضاري يجدد علاقة المواطن بالدولة على أساس معياري الحقوق والواجبات، كما أنها تقيم التوازن بين مصلحة الفرد الخاصة والملحة العليا للأمة. وفي سياق آخر، أكد محمد بن أحمد أن من يراجع الوثائق التاريخية التي تتحدث عن تأسيس الدولة الإسلامية بعد الهجرة النبوية المباركة، سيجد مفهوم المواطنة قد أرسي في المنطلقات الأساسية للدولة الإسلامية، فالمدقق في مضمون الصحيفة التي وضعها الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تعد أول دستور في الإسلام، سيجد مبدأ المواطنة من خلال هوية الانتماء والصحيفة التي تعتبر في نظر المؤرخين والباحثين والقانونين من أهم الوثائق التاريخية العربية الإسلامية، باعتبارها أولى أشكال التنظيم السياسي والإداري والاجتماعي، وفي هذا الشأن أشار الأستاذ إلى أنه ومن خلال طرح الصحيفة لشعار المساواة في التكاليف الدنيوية تجاه الدولة أرست من جديد مفهوم المواطنة لرعاية الدولة دون النظر إلى الانتماء الديني والقبلي، مؤكدا أن الصحيفة تجاوزت في بعدها الإنساني، القبلية والعصبية العرقية فأعطت كل أفرادها حق المواطنة، كما أنها ستكون خطوة حضارية متقدمة تعرف في بعدها القانوني والاجتماعي الزمن والتاريخ واليوم أيضا. وفي الأخير، أوضح المتحدث ذاته أن المواطنة في ظل التنوع الديني والطائفي والبعد العرقي والثقافي، تعد من أمثل الروابط القادرة على احتواء التناقضات والتباينات المجتمعية، في زمن قال عنه "من الصعب فيه الحفاظ على مقاصد الأمن والنظام في ظل تجربة مشتركة إنسانية أو وطنية"، وهي ذاتها من أهم لوازم الديمقراطية كنظام ناف للاستبداد الفردي والجماعي، لأجل ضمان إنتاج التعايش والسلام.