أصبح المنزل السابق لنيلسون مانديلا الواقع بسويتو بضاحية جوهانسبورغ مكانا أسطوريا للجنوب افريقيين الذين لا زالو يوم السبت يتوافدون اليه بالمئات للتشبع بجو هذا المكان العبق بالتاريخ. يتربع هذا البيت المبني بالاجر الاحمر و المجدد عدة مرات و الذي شهد معظم مراحل حياة ايقونة الكفاح ضد نظام الميز العنصري (الابارتايد) على ربوة صغيرة تطل على مدينة سويتو التي تعتبر مهد الثورة او حيث بدأ كل شيئ. يبقى المنزل الى منتصف اليوم يشهد تزاحما للزوار من بينهم سواح من شتى بقاع العالم على الرغم من ضيق المكان لاستقبال مثل هذه الاعداد مرة واحدة. عند مدخل البيت وضعت باقات من الزهور و اشياء رمزية اخرى تحمل رسائل اعتراف الى "طاطا ماديبا" الذي يعتبر "اب الامة" لكونه كرس حياته للدفاع عن حقوق و كرامة شعبه المقهور. في بيت اكبر شخصية في هذا العصر تلاحظ علامات التاثر على وجوه الزوار لكنها خالية من اي حزن او دموع و انما فخر بالنجاح في الصمود. يتكون البيت من اربع غرف تزخر بمقتنيات تخص مانديلا من بينها صور فوتوغرافية تتعلق بسنوات الكفاح و كذا مرحلة تحرره سنة 1990 و هي اللحظة التي تم تخليدها بصورة تظهره رفقة زوجته السابقة ويني و قبضته مرفوعة الى السماء كشعار للنصر. اما في الغرفة الرئيسية فهناك اشياء صنعت على شرفه معروضة على احدى الطاولات الى جانب شهادات شرف و اعتراف فضلا عن جوائز منحت له خلال مختلف الزيارات التي قادته الى مختلف انحاء العالم. لكن ومن اجل الدخول الى هذا الفضاء الملهم يجب دفع مبلغ مالي(20 رندا هي العملة المحلية) يعادل دولارين يخصص حسب مسؤول المكان للاعتناء بالمنزل و المؤسسة الخيرية التي تحمل اسم نيلسون مانديلا. وتحتل الجزائر مكانة خاصة في قلب مانديلا حيث ان ما يلفت انتباه الزوار هي الصورة الفوتوغرافية المعروضة و التي تظهر الراحل نيلسون مانديلا برفقة مجاهدي الثورة التحريرية الجزائرية .كما ان الصور التي تمثل تلك المرحلة البارزة في حياة الايقونة الجنوب افريقية تحتل فضاء واسعا من المعرض الفوتوغرافي الموجود بمنزله السابق. و من خلال هذا المعرض تم ابراز التزام مانديلا الراسخ بمكافحة نظام الابارتايد و كذلك العلاقة التاريخية الخاصة التي تربط الزعيم الجنوب افريقي بالبلد الذي اعتبره "بلده الثاني" الجزائر, كما انها اعتراف بتاريخ طويل من الدعم متعدد الاشكال الذي طالما قدمته الجزائر من اجل انعتاق افريقيا و الذي اعترفت لها به شعوب و قادة القارة. و ذلك ما نجح في ترجمته لحد كبير زعيم غينيا بيساو اميلكار كابرال من خلال مقولته الشهيرة "الجزائرمكة الثوار". وبعد خروجه من السجن بعد 27 سنة قضاها وراء القضبان بقي الزعيم المناضل احد عشر يوما في منزله قبل ان ينتقل الى منزل اخر. وبعدها قامت زوجته الثانية ويني ماديكيزيلا بتحويل البيت الى متحف جمعت فيه صور العائلة و التذكارات و الشهادات الشرفية و الهدايا الت وردت من كل انحاء العالم. و كان ذات البيت قد تعرض للحرق مرتين خلال نظام الابارتايد الا ان الترميمات المختلفة قد سمحت بتجديد الجدران و السقف و وضع تجهيزات سمعية تحكي تاريخ نضال مانديلا. و بعد ان تم عرض جثمان نيلسون مانديلا لمدة ثلاثة ايام بمقر الحكومة ببريتوريا نقل بعد ظهر اليوم الى اقامته بكونو(جنوب) قرية طفولته حيث سيدفن. و قد دعي لحضور مراسم تشييعه حوالي 5000 شخص من بينهم شخصيات اجنبية بارزة اما عملية الدفن فسيقوم بها فقط اعضاء العائلة و الاقارب . و سيوارى التراب بجوار والديه و ثلاثة من ابناءه.