قتل ثلاثة أعوان أمن ومدني وجرح ثلاثة آخرون في عملية إرهابية نفذها مسلحون صباح الأحد بمنطقة جندوبة شمال غرب تونس. وحسب مصادر أمنية فان العملية نفذها أربعة مسلحين بقرية "سيدي حامد" من ولاية جندوبة (160 كيلومتر) شمال غرب تونس العاصمة حيث عمد المسلحون إلى إطلاق وابل من الرصاص على دورية أمنية مما اسفر عن مقتل ثلاثة أعوان أمن ومدني وجرح ثلاثة آخرين فيما لاذت الجماعة المسلحة بالفرار. وأمام هذا الوضع دفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية وقامت بتمشيط المنطقة بحثا عن هؤلاء المسلحين الذين نفذوا هذه العملية "الإرهابية" التي وصفت بأنها من بين "اخطر" العمليات التي عرفتها تونس. وتشهد المنطقة منذ صباح اليوم انتشارا واسعا للوحدات العسكرية والأمنية فيما ظلت مروحيات عسكرية تحلق بالمنطقة. وتأتي هذه العملية بعد أيام فقط من تنفيذ سلسلة من المداهمات الأمنية التي طالت مخابئ عصابات إرهابية على مقربة من العاصمة التونسية. ومنذ قيام "ثورة الياسمين" التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في جافي 2011 ماانفكت تونس تواجه جماعات " أنصار الشريعة" الجهادية التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي والتي اتهمتها السلطات باغتيال السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد براهمي خلال العام المنصرم. ولقد شكلت مسالة بسط الأمن والتصدي لظاهرة إلارهاب "أولوية " في برنامج الحكومة التونسية المستقلة بقيادة مهدي جمعة التي حلت محل حكومة حزب النهضة الاسلامي. ويعتبر البرنامج الحكومي أن ضمان نجاح الانتقال الديمقراطي يمر عبر "نشر الأمن كون البلاد تواجه تحديات أمنية خطيرة" كما يبرز "أهمية تخصيص كل الإمكانيات الكفيلة بمواجهة أعمال العنف وفرض القانون". وجاءت تصريحات وزير الداخلية لطفي بن جدو لتؤكد ذات التوجه حيث أفاد أن بسط الأمن ومواجهة التهديدات الإرهابية وحماية حدود البلاد تعتبر من "أولويات" الحكومة الجديدة في الفترة القادمة مشددا على أن تعيين الوزير المكلف بالأمن يعتبر "إجراء" من شانه "الإسهام في تحسين مردود المؤسسة الأمنية". وفي غضون ذلك أجمعت الطبقة السياسية التونسية على أن حكومة مهدي جمعة يتعين عليها التعامل مع جملة من التحديات الأمنية ومواجهة المخاطر المتمثلة في الاعتداءات التي تشنها جماعة تنظيم "أنصار الشريعة " الجهادية التكفيرية والتي طالت قوات الأمن وحتى المعارضين السياسيين. وتعيش تونس منذ عدة أشهر على وقع تهديدات أمنية تمثلت في ازدياد الهجمات الإرهابية ضد أعوان الأمن فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك عدة شبكات إرهابية مع العثور على أسلحة ومتفجرات قادمة من الاراضي الليبية. ودفعت الاعتداءات الإرهابية بالرئيس المؤقت منصف المرزوقي إلى اتخاذ عدة قرارات متتالية تقضي بالتمديد في حالة الطوارئ السارية المفعول في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011 . كما اتخذت السلطات العليا في تونس إجراءات تقضى بإحداث مناطق عمليات عسكرية تشمل شتى أرجاء البلاد لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات فيما وضعت أحكام استثنائية تتمثل في إحداث منطقة حدودية عازلة على طول الشريط الحدودى الجنوبي لتونس.