أطلق مكتب المنظمة غير الحكومية "أر 20" لوهران يوم الخميس رسميا مشروع خرائط الإقليم مع جرد وتحليل الفرص المرتبطة بتسيير النفايات والإنارة العمومية والنجاعة الطاقوية في القطاع الحضري لوهران. وقد شكل هذا المشروع محور ورشة ضمت ممثلي مختلف القطاعات المرتبطة بالمواضيع الثلاثة. ويهدف حسب المبادرين به إلى تدعيم الولاية بأداة للقرار والمعلومات والخرائط مع قاعدة للمعطيات خاصة بالجوانب المتعلقة بتسيير النفايات و الإنارة العمومية و النجاعة الطاقوية للمباني. ويتعلق الأمر -حسب فريق لخبراء في مسح الأراضي لمكتب "أر 20" المكلف بإعداد هذا المشروع- وضع نظام إعلامي جغرافي يتدخل في المجالات المتصلة بالإشكاليات المذكورة. وسيسمح تنفيذ هذا النظام بالقيام بتحليلات للإقليم أكثر دقة وعقلانية معروضة من خلال مؤشرات خرائطية أكثر ملائمة لاحتياجات المسيرين والفاعلين ذوي القرار كما أشير خلال هذه الورشة. و"سترفع المعرفة الجيدة للإقليم من فعالية القرارات المتخذة وسيعزز نجاعة العمليات المسطرة في التعامل مع المشاكل المرتبطة بتسيير المناطق" كما تم ذكره. ويتكون مشروع الخرائط من ثلاث مراحل حيث يتعلق الأمر أولا بدراسة الموجود وخصوصية الاحتياجات في مجال تسيير النفايات و الإنارة العمومية و فعالية الطاقة. وقد شرع مؤخرا في جمع المعلومات من مختلف الفاعلين المرتبطين بهذه المواضيع الثلاث (مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ومديرية البيئة والأقسام المتخصصة على مستوى البلديات). وقد بينت الإتصالات الأولى غياب شبه كلي لدى غالبية الشركاء لعمل ذو صلة بالخرائط باستعمال الأقمار الصناعية. ورغم هذه النقائص فقد تم جمع معلومات ثمينة وأبدى الشركاء جاهزيتهم للتعاون. وفيما يخص تسيير النفايات فسيتم دراسة طبيعة وحجم ونوع النفايات على مستوى كل وحدة جغرافية وتحديد المنتجين المحتملين ومراكز الجمع والدفن التقني والمعالجة والفرز المسبق وكذا النقاط السوداء ومسارات الجمع وغيرها. أما بالنسبة للإنارة العمومية فإن الأمر يخص إجراء تصنيف و وضع نموذج للإنارة عبر كل شارع وتحديد خزائن وخطوط التوزيع والأعمدة وكذا المتعاملين في هذا المجال. وبغية بلوغ النجاعة الطاقوية سيكعف فريق الخبراء على تصنيف العمارات والتجهيزات المستعملة ونوع الطاقة ومصادرها فضلا عن التدقيق الطاقوي. ومن جهة أخرى يشكل وضع هذه الأرضية للنظام الإعلامي الجغرافي المميز للنفايات والإنارة العمومية والنجاعة الطاقوية في المجمع الحضري لوهران الذي يضم خمس البلديات -حسب الفريق المكلف بالتجسيد- "فرصة حقيقية لتحسين التسيير وقاعدة صلبة للمعطيات تكون ركيزة لتحديد عقلاني لبرنامج التنمية التي تتماشى وتطلعات المواطنين". وأشار نفس الفريق أنه يرتقب توسيع هذا النظام إلى قطاعات أخرى معنية بالتسيير الحضري. ومن جهته قدم مدير مكتب منظمة "أر 20" بوهران السيد رشيد بسعود لمحة موجزة عن هذه المنظمة غير الحكومية أنشأت في 2010 من طرف الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا السيد أرنولد شوارزينيغير بهدف مكافحة التغيرات المناخية في العالم. وعقب الإمضاء في 2013 على إتفاق إطار مع وزارة البيئة تم اختيار وهران كولاية نموذجية لوضع وإنجاز برنامج للإقتصاد الأخضر وفق نفس المصدر. ويضم هذا البرنامج الذي سيتم توسيعه لولايات أخرى وبلدان من البحر الأبيض المتوسط -حسب السيد بسعود- "وضع خريطة للإقليم وتحضير مشاريع في مجال إنتاج الطاقة والإنارة العمومية وتسيير النفايات عبر الرسكلة وإعادة الإستعمال العقلاني فضلا عن اقتراح مشاريع نموذجية ذات الصلة بالمواضيع الثلاث المذكورة".