أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن المحافظة على التاريخ الوطني وتثمينه ونقله للأجيال مسؤولية مشتركة، معربا في ذات الوقت عن أمله في أن يساهم الإعلام الوطني في إبراز مفاخر وأمجاد الجزائر. وأوضح السيد زيتوني خلال حفل تكريم لجنة تحكيم جائزة "أبناء نوفمبر" بحضور وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، أن مسؤولية المحافظة على التاريخ الوطني وتثمينه ونقله للأجيال "نتقاسمها جميعا ونأمل أن يساهم الإعلام الوطني العمومي والخاص في أداء هذه المهمة النبيلة لإبراز مفاخر وأمجاد الجزائر وتعزيز بالتالي روابط الإنتماء وترسيخ رسالة نوفمبر في وجدان الشعب الجزائري". وأشاد وزير المجاهدين في هذا المقام بما يقوم به عدد من الإعلاميين الجزائريين "في صمت" لإبراز مكنونات التاريخ الوطني من خلال "إقتفاء أثر الشهادات الحية وجمعها وحفظها لتكون مصدرا لا محيد عنه في كتابة التاريخ الوطني". كما أثنى في نفس الوقت على المؤرخين الذين "يثرون المكتبة الوطنية بإنتاجاتهم العلمية والأكاديمية" و على سعيهم الدؤوب "لتخليص التاريخ من رواسب المدرسة الكولونيالية". واشار السيد زيتوني بالمناسبة إلى "أهمية اللقاء التكريمي لأعضاء لجنة تحكيم جائزة "أبناء نوفمبر" الذي "أريد أن يكون إلتفاتة تقدير وعرفان للذين ساهموا بجهد كبير في انجاح هذه المسابقة التي جاءت بمبادرة من قطاعي المجاهدين والإتصال بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية". أما وزيرة الثقافة نادية لعبيدي فقد زكت من جهتها مثل هذه المبادرة من خلال تأكيدها على "أهمية التعاون والتواصل بين القطاعين من أجل تثمين دور التاريخ في ترسيخ قيم ومبادئ ثورة التحرير المجيدة". ودعت السيدة لعبيدي في هذا الصدد الى ضرورة تشجيع و دعم العلاقات بين القطاعين خاصة في مجال كتابة التاريخ وإنتاج الافلام والوثائق التاريخية داعية في نفس الوقت إلى العمل على جرد كل أماكن الثورة وتصنيف الأمكنة التي كان يلتقي فيها المجاهدون كمعالم تاريخية. وبخصوص عملية جمع الشهادات الحية من افواه اصحابها اعتبرت الوزيرة بان ما تقوم به وزارة المجاهدين في هذا المجال "مهم جدا"، مؤكدة انه من الضروري "تحويل هذه الشهادات الى المكتبة الوطنية ورقمنتها لتبقى كنزا ثمينا للاجيال الصاعدة". يذكر أن مسابقة "ابناء نوفمبر" قد خصصت لرجال الاعلام "تكريما لدورهم ونضالهم في ضمان حق المواطن في الاعلام من خلال المشاركة بالاعمال المنجزة من اكتوبر 2013 الى اكتوبر 2014 والتي تناولت مواضيع تبرز التراث التاريخي للثورة التحريرية". كما تجدر الإشارة في هذا السياق بأن قطاع المجاهدين بادر بتنظيم مسابقة وطنية أخرى موجهة لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة ولطلبة الجامعات والمتربصين في قطاع التكوين المهني إلى جانب براعم الروضات. وقد شرعت الوزارة الوصية يوم 10 يناير الجاري في تكريم الفائزين بها انطلاقا من ولاية سطيف على ان تتواصل العملية في كل الولايات.