أكد رئيس اللجنة الاولمبية الاسبانية، أليخاندرو بلانكو برافو، اليوم الاربعاء، بالجزائر العاصمة، أن الرياضة في اسبانيا تستمد قوتها من الاندية التي تحضر رياضيين في أعلى مستوى لفائدة مختلف المنتخبات الوطنية. وصرح اليخاندرو بلانكو في حوار مع "واج"، على هامش لقاء جمعه برؤساء الاتحاديات الرياضية الجزائرية بمقر اللجنة الاولمبية الرياضية الجزائرية ، " حقيقة المنتخبات الوطنية في كل العالم هي واجهة الرياضة في اي بلد . في اسبانيا الأندية التي تعد في معظمها خاصة ويملكها اشخاص أو مؤسسات، تشكل قوة الرياضية الاسبانية." وأضاف، " الفديراليات الاسبانية تزخر برياضيين ذوي مستوى مرموق ، تكونت في الاندية. الهيئات الفديراليات تنتهج نموذجا في التخطيط ، قصير ، متوسط و طويل المدى ولا تلبت طويلا حتى تبدأ في قطف ثمار عملها . هذه هي السياسية الرياضية المعتمدة في اسبانيا والتي تجعل بلدنا اكبر الامم في هذا المجال." وحسب مصارع الجيدو السابق والمكلف بملف ترشح مدينة مدريد لتنظيم الالعاب الاولمبية- 2020 ، الرياضة الإسبانية طرأت عليها "تغييرات ايجابية " خلال سنوات. وقال أليخاندرو بلانكو، " في وسط سنوات الثمانينات لم تنل اسبانيا أي ميداليات خلال المحافل الرياضية الكبرى ( العاب اولمبية وكؤوس العالم). جلبنا خيرة التقنيين والمكونين والمدربين وابتداء من الالعاب الاولمبية 1992 ببرشلونة، بدأنا في إحراز الالقاب في الدراجات ، التنس ، الرياضات الميكانيكية ، الجيدو، كرة القدم ، كرة اليد .. وتقنيين محليين. أرى ان هذه الاستراتيجية المثالية التي ينبغي ان تعتمد عليها الجزائر." وألح ضيف الجزائر على وجوب تغيير الذهنيات لان الرياضة أضحت احترافية، حيث ان هامشي الحظ و الارتجال ضئيلتين. وقال، " الالقاب والميداليات هي نتاج استثمارات معتبرة . أنظروا دولة قطر مثلا، كيف استطاعت ان تصل الى المستوى العالي بوضعها للمال في المكان المناسب." وعن سؤال حول اعتماد بعض البلدان على تطوير رياضاتها بالتركيز على الرياضيين الاجانب اجاب اليخاندرو بلانكو ،" لست متفقا" على انتهاج بعض الدول لسياسة تجنيس الرياضيين وهي مسألة ناقشها رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم السويسري جوزيف سيب بلاتر. وأشار رئيس الهيئة الاولمبية الاسبانية الذي يتقلد هذا المنصب منذ 9 سبتمبر 2005 ، " أمر غير عادي ان يشارك رياضي ما في ثلاث منافسات للألعاب الاولمبية بقميص ثلاثة بلدان مختلفة. مبدأ الافتخار بالانتماء لأمة ما ستضمحل بهذه الطريقة وهذا ليس شيئا ايجابيا في اطار منافسة نظيفة بين البلدان." الجزائر بصدد تدعيم الرياضة بمنشآت عالية المستوى .. وختم المسؤول الاسباني اليوم الاربعاء زيارة لمدة ثلاث ايام بالجزائر العاصمة، حيث وقع اتفاقية تعاون وتبادل الخبرات في كل مجالات الرياضة مع رئيس اللجنة الاولمبية الرياضية الجزائرية ، مصطفى براف تمتد لخمس سنوات ( 2015- 2020). ويشمل التعاون ايضا، تحضير رياضيي المنتخبين الوطنيين لكلا البلدين، تطوير المدربين، تنظيم التجمعات الاعدادية ، تبادل الاصدرات والبحث العلمي سيما في مجال الطب الرياضي ومكافحة المنشطات. وحسب نص الاتفاقية التي تحوز "واج" على نسخة منه، فانه " ينتظر عقد اجتماع سنوي بين ممثلي الطرفين قصد تحديد برنامج سنوي لتبادل الخبرات." وعاين اليخاندرو بلانكو عدة منشآت رياضية بالجزائر منها مركز تحضير الفرق الوطنية بالسويدانية الذي سيكون عمليا " ابتداء من اواخر شهر فبراير"، حسب مديره رابح شباح . وفي هذا الشأن، قال المتحدث انا معجب بما اطلعت عليه من منشآت رياضية. الجزائر بصدد امتلاك مراكز رياضية تسمح لها بمباشرة مشاريع لتطوير الرياضة شريطة ان يكون هناك تأطير تقني في المستوى المطلوب." وبهذه المناسبة ، عبر رؤساء الاتحاديات الجزائرية للمسؤول الاسباني عن رغبتهم للاستفادة من خبرة بلاده خاصة فيما يتعلق بالمدربين ، تكوين المكونين والتبادل الرياضي بين فئات الشبان. وختم أليخاندرو بلانكو قوله ، " بامكانكم التعبير عن احتياجاتكم لرئيس اللجنة الاولمبية الرياضية ، مصطفى براف الذي سيبلغني بدوره عن هذه الانشغالات، وانا من جهتي سأضعكم في اتصال مباشر مع الاتحاديات الاسبانية بغرض تحقيق هذا الإتفاق على ارض الواقع."