على الرغم من تجاوزها العقد الرابع (41 سنة)، والتزاماتها الاسرية والسياسية، تتطلع المبارزة الايطالية في اختصاص الشيش، فالنتينا فيزالي، الى رفع التحدي مجددا واثراء سجلها الحافل بتاج اولمبي آخر وأخير في ألعاب ريو دي جانيرو 2016 (البرازيل). "لا ازال قادرة على المنافسة واستطيع العطاء اكثر، وكلما شاركت ايطاليا في اختصاص الشيش فأنا هنا لحصد الألقاب في كل مرة" تقول صاحبة الستة القاب عالمية وثلاثة اولمبية في تصريح ل"واج" عقب تتويجها مع المنتخب الايطالي بكأس العالم (مرحلة الجزائر) الاسبوع الماضي. فبالاضافة الى كونها أم لطفلين، تنشط فيزالي ايضا في المجال السياسي، حيث تشغل منصب برلمانية. وأوضحت "أتنقل الى العاصمة روما بصفة دورية كلما اقتضت الحاجة لممارسة مهامي في البرلمان كمناضلة في حزب شيلتا شيليكا وهو حزب من الوسط، وما دمنا نحب ما نقوم به فإننا نؤديه بصفة عادية". ولم تمنعها هذه الالتزامات عن مواصلة مسيرتها الرياضية و حصد الميداليات العالمية والاولمبية. "التوفيق بين الرياضة والامومة ليس بالامر الهين، لكن الرغبة الكبيرة في بلوغ المستوى العالي لم تقف سدا في وجهي. وأتدرب ثلاث مرات اسبوعيا رغم عبء تربية الاولاد" تضيف البطلة التي كشفت انها تمارس رياضتها المفضلة منذ سن السادسة تحت إشراف المدرب ستيفانو شيريوني، المدير الفني الحالي للمنتخب الروسي. وأوردت ايضا "كبرت في احضان نادي مدينة ييسي على يد مدربي شيريوني، ومررت على مختلف اصناف المنتخب الوطني حتى تمت ترقيتي لصنف الكبريات رغم صغر سني". أولمبياد أطلنطا 1996 بداية حكاية الالقاب وتعود اول مشاركة مع كبريات المنتخب الايطالي لهذه البطلة "الكهلة" الى سنة 1993، وتقول ايضا "كانت اول مرة لي مع سيدات المنتخب في أول بطولة عالمية لي وأنا صاحبة ال19 سنة بمدينة دريسدن الالمانية واحتليت المرتبة السادسة في الفردي". ولم تحقق اول لقب دولي لها سوى بعد ثلاث سنوات وكان ذلك في أولمبياد أطلنطا 1996 مع منتخب ايطاليا، فيما اكتفت بالفضية في الفردي ضمن نفس الألعاب، ولم تحقق اول لقب عالمي شخصي الا سنة 1999 بسيول الكورية. لتبسط سيطرتها تماما على "عالم" الشيش، وتفتك ذهبية اولمبياد سيدني 2000 في الفردي وحسب الفرق ايضا، ونفس الشيء في ألعاب اثينا 2004 و بكين 2008 في الفردي، لتنال بعدها شرف حمل الراية الوطنية الايطالية في اولمبياد لندن 2012. وحققت ما عجز عنه زملاءها وزميلاتها في هذه اللعبة في حصد ليس فقط ثلاثة القاب اولمبية بل حتى عالمية بستة القاب، وقارية بخمس بطولات اوروبية، و11 كؤوس عالمية، ما يعد رقما قياسيا تتعسر معادلته على رياضيي المبارزة. هذه التتويجات بوأتها مكانة راقية في بلدها ما سمح لها بتقليد وسام استحقاق الجمهورية سنة 2000 ثم وسام استحقاق ضابط كبير للجمهورية في سنة 2008. وتهدف فيزالي هذه المرة الى انهاء مشوارها الرياضي بتقليد نفسها لميدالية ذهبية جديدة وأخيرة كي تختتم مشوارها "مسك" وذلك بالالعاب الاولمبية ليرو دي جانيرو البرازيلية 2016، قبل ارجاع سيفها الى "غمده" نهائيا. وتضيف البطلة في معرض حديثها "سألعب أولمبياد ريو 2016 كي أنهي مشواري الرياضي مرصعا بأغلى معدن وهذا هدفي الاسمى". "أعجبت بالجزائر وهذه رسالتي للجيل الصاعد" ومع انتهاء مشوارها الرياضي، تريد فيزالي ترك بصمتها للاجيال الصاعدة، ولا تريد الاكتفاء فقط بالتدريب، بل توجيه النصائح لبقية ممارسي الرياضات الاخرى. "الرسالة التي اوجهها للشباب: عليكم بهواية الرياضة، بعدها يأتي التصميم على بلوغ الهدف المسطر، لأن لا شيء يقف في وجهنا ويجب ان نقاوم كل يوم". وأفادت "علينا ان نؤمن بقدراتنا، أما السن فلن يكون عائقا في وجهنا ولا ينبغي التفكير فيه في كثير من الاحيان". واعتبرت ايضا "صحيح أن الامر صعب، حيث تأتي عليك ايام تتعقد عليك الاوضاع لكن الاهم هو النهوض من جديد والسير نحو الامام". من جهة أخرى، افادت المتحدثة انها معجبة بالجزائر بالرغم من انها لم تزور مناطق عدة. وأخبرت قائلة "هي زيارتي الأولى للجزائر، أعجبت بهذا البلد المطل على الساحل المتوسطي، وآمل أن أقوم بزيارات أخرى لهذا البلد الكبير". واختتمت فيزالي المولودة في 14 فبراير 1974 بمدينة ييسي "سأضرب موعدا للجزائر في السنة المقبلة بمناسبة منافسة عالمية اخرى وذلك من أجل افتكاك تأشيرة التأهل الى اولمبياد 2016".