انطلقت يوم الأربعاء بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا أشغال القمة الآفرو-آسيوية بمشاركة وفد جزائري يقوده رئيس مجلس الأمة, عبد القادر بن صالح, ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وتتزامن قمة جاكارتا مع احياء الذكرى ال60 لمؤتمر باندونغ وسط آمال بفتح آفاق دعم للتعاون الافرو-أسيوي وتعزيز العلاقات بين الجانبين بما يمكن من رفع التحديات التي تواجه دول القارتين. وتهدف القمة التي تحمل شعار "تعزيز التعاون بين دول الجنوب لتعزيز السلام والازدهار العالميين" إلى تدعيم العلاقات بين القارتين الأفريقية والآسيوية كما ستكون فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة استراتيجيات تمكن من التغلب على التحديات المشتركة وتعزيز التنمية الإقتصادية في القارتين من خلال تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب. وتتضمن الوثائق الختامية الثلاث المرفوعة امام قادة الدول والحكومات الى جانب "رسالة باندونغ" لتعزيز التضامن والتعاون الآسيوي الأفريقي, وثيقة تنشيط مبادرة الشراكة الجديدة الأفرو-آسيوية, و كذا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ويشهد هذا العام الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مبادرة الشراكة الإستراتيجية الآسيوية الأفريقية الجديدة التي أطلقها رؤساء الدول والحكومات والتي قادت عهدا جديدا من بناء للجسور بين المنطقتين الآسيوية والأفريقية بدعم ثلاث ركائز وهي التضامن السياسي والتعاون الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية والثقافية. وعلى غرار الوثائق الختامية الثلاث فقد تم ادراج محاور ذات الصلة بمحاربة الجريمة العابرة للاوطان والتطرف وتهريب المخدرات وصيد الحيوانات البرية. - تعزيز التضامن والتعاون الأفرو-آسيوي - ويظل مسعى بناء مستقبل أفضل وفقا لروح إعلان باندونغ الهادف إلى إقامة شراكة استراتيجية أسيوية إفريقية ورفع التحديات المشتركة في إطار تعاون جنوب-جنوب الهدف الاسمى لهذا الاجتماع الذي يمثل فرصة للتفكير حول سبل تعزيز وثيق التعاون بين افريقيا و آسيا في الكثير من المجالات. وقد تضمنت كلمة الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو الموجهة للقمة هذه الآمال مع التأكيد على ان"التحديات التي تواجه دول قارتي آسيا وافريقيا مازالت قائمة ولم يتم حلها بعد". ودعا الرئيس ويدودو إلى اقامة بنية اقتصادية بين بلدان القارتين تكون السند لتحقيق الاستقرار والعدالة الاجتماعية في القارتين موضحا أن هذا العمل يمكن أن ينطلق عبر تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات للتغلب على الفقر والتخلف. وابرز أن الشعوب الافريقية والأسيوية تواجه تحديات جديدة تختلف عن تلك التي برزت قبل 60 عاما معتبرا ان التعاون الوثيق هو السبيل الفعال لرفع التحديات المتمثلة بالخصوص في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار الاقتصادي على أساس العدالة والمساواة. من جهته اعرب رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على أهمية تعزيز الاستثمارات الأسيوية في إفريقيا في إطار التضامن مشيرا إلى المشاريع التي تتطلع إفريقيا لإنجازها في مجالات البنية التحتية . وتنظم اندونيسيا سلسلة من الفعاليات بمناسبة مرور 60 عاما على انعقاد مؤتمر باندونغ الذي يعد اللبنة الأولى لحركة عدم الانحياز وأحد جذور التعاون الافرو- أسيوي. وسيتوجه رؤساء الوفود بعد انتهاء القمة إلى مدينة باندونغ لإستذكار انعقاد أول قمة تاريخية للقادة الأسيويين والأفارقة في أبريل 1955 بمشاركة 28 دولة آسيوية وافريقية.