تعاني ولاية تيارت من ضعف في مجال جمع وتحويل الحليب رغم الإنتاج الوافر الذي تحققه سنويا حسب مديرية المصالح الفلاحية. فعلى الرغم من إنتاج أزيد من 71 مليون لتر من الحليب الطازج سنويا لا يتم جمع وتحويل سوى 12 من المائة منه إلى وحدات إنتاج الحليب أي ما يعادل حوالي 9 مليون لتر . وأوضحت ذات المديرية أن الحليب الطازج المجمع يتم تحويله إلى وحدتي سيدي خالد التابعة لمجمع جيبلي و البهجة بالسوقر وذلك بمعدل إجمالي قدره 75 ألف لتر يوميا. وتعود أسباب هذا الضعف في الجمع والتحويل إلى إقدام معظم المربين وكذا المستثمرات الفلاحية المتخصصة في تربية الأبقار على بيع الحليب الطازج مباشرة إلى المستهلكين بدلا من توجيه إلى وحدات التحويل . وبفعل تفضيل المربين البيع المباشر للمستهلكين أضحت مختلف مناطق الولاية تعرف ظاهرة عرض الحليب الطازج داخل قارورات بلاستيكية على قارعة الطريق أو بيعه بمحلات المواد الغذائية. إجراءات تحفيزية لتشجيع إنتاج وجمع وتحويل الحليب تقوم مديرية المصالح الفلاحية بدعم إنتاج وجمع وتحويل الحليب من خلال تقديم منح لكل المعنيين بهذه العمليات حيث تم السنة الماضية على سبيل المثال منح في المجموع أكثر من 105 مليون دج لمربي الأبقار الحلوب لمسجلين لدى المديرية وأكثر 43 مليون دج لصالح مجمعي الحليب وأكثر من 29 مليون دج لوحدات إنتاج الحليب إستنادا لنفس المصدر. ويشمل الدعم المقدم لشعبة الحليب أيضا تجهيزات تربية الأبقار ومنها تلك الخاصة بالحلب والتبريد وغيرها وذلك بنسبة 30 من المائة من ثمن اقتنائها إضافة إلى تقديم منح لدعم البياطرة الذين يقومون بعمليات التلقيح الاصطناعي في حدود 800 1 دج لكل بقرة ملقحة. كما يستفيد المربي من مبلغ 60 ألف دج عن كل عجلة تولد نتيجة للتلقيح الاصطناعي و6 آلاف دج كدعم عن كل هكتار يقوم بزرعه بالأعلاف إضافة إلى دفع 30 من المائة من تكلفة إقامة الإسبطللات الخاصة بتربية الأبقار الحلوب. وضمن هذا التوجه تساهم وحدات نتاج الحليب هي الأخرى في دعم تربية الأبقار الحلوب حيث تمنح وحدة سيدي خالد التابعة للمجمع الوطني "جيبلي" قروض للمربين من اجل اقتناء أبقار حلوب يبيعون حليبها للوحدة وفقا لما صرح به مسؤول بهذه الملبنة. و يتم إختيار المستفيدين من طرف لجنة مختلطة مشكلة من إطارات المؤسسة و ممثلين عن مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية ونقابة المربين بتيارت -يضيف المتحدث- الذي أبرز بأنه يتم تسديد القروض بالتقسيط من عائدات بيع الحليب لمدة 5 سنوات. وفي هذا الإطار إستفاد شهر ديسمبر الماضي 33 مربيا من قروض خصصتها ملبنة سيدي خالد سمحت لهم باقتناء 400 بقرة حلوب من سلالات تنتج كميات معتبرة من الحليب. وقد ساهمت سياسة دعم شعبة الحليب التي تضمنها البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية منذ سنة 2000 في ارتفاع حجم الحليب المجمع لفائدة وحدات التحويل من 400 ألف لتر في السنة في 1995 إلى 9 ملايين لتر سنة 2014 تقول السيدة نجية ساسي إطار بمديرية المصالح الفلاحية. كما إنتقل عدد رؤوس الأبقار بالمستثمرة الفلاحية الواحدة من 15 بقرة سنة 2009 إلى ما بين 50 إلى 100 بقرة بالمستثمرة الواحدة مثلما أشير إليه. ويبلغ حاليا عدد رؤوس الأبقار الحلوب بالولاية 600 42 بقرة منها 12 ألف بقرة مستوردة فيما لا يتجاوز عدد مجمعي الحليب الثلاثين. إنتاج حليب الأكياس لا يغطى الطلب تنشط بولاية تيارت وحدتان لتحويل الحليب أهمهما ملبنة سيدي خالد التابعة لمجمع جيبلي التي يصل إنتاجها ما بين 70 ألف و 110 ألف لتر يوميا فيما لا يتجاوز أنتاج وحدة البهجة بالسوقر 5 ألاف لتر في اليوم. ورغم هذا الإنتاج التي توفره الوحدتان فإن الولاية تعرف أحيانا نقصا في توفير حليب الأكياس مما يؤدي إلى ارتفاع سعره ليصل إلى 35 دج ويصبح المواطنون مجبرين على شراء حليب البقرة الطازج الذي يسوق بين 45 و 50 دج للتر الواحد. ويرجع تجار التجزئة هذا النقص في حليب الأكياس إلى نقص الكميات الموزعة مما يدفع المواطنين على التهافت لشراء كميات كبيرة.