أبرز خبراء يوم الاثنين بالجزائر أهمية تحقيق المردودية الاقتصادية لنشاط تربية المائيات وتعزيز مساهمته في اقتصاد البلاد داعين من جهة اخرى الى العمل لجعل منتجات هذا الفرع مقبولة لدى المستهلك الجزائري. وأوضح المتدخلون في ندوة دولية حول موضوع "تفاعلات تربية المائيات مع الاقتصاد والبيئة" أن مشاريع تربية المائيات لن تكون ناجحة إلا إذا استطاعت منتجاتها ان تكون مربحة من الناحية الاقتصادية مؤكدين على اهمية "كسب قبول المواطنين لهذه المنتجات كمادة غذائية ذات نوعية مثلها مثل المنتجات البحرية". وناقش الخبراء سبل إحداث التوازن بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع في مجال تربية المائيات لتحقيق الاستدامة مشيرين الى مساهمة هذا النشاط في حماية البيئة البحرية. في هذا الصدد أوضح رئيس لجنة تربية المائيات بالمجلس العام للصيد من أجل المتوسط التابع لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) فرانسوا ران أن الجزائر قادرة على تطوير نموذج مختلف في مجال تربية المائيات بالنظر الى امكانيات تطوير مشاريع في السدود و السواحل والاحواض. ويرى ران أن حجم ما تنتجه مزارع تربية المائيات في البحر المتوسط تخطى منذ 7 سنوات حجم انتاج الصيد البحري مشيرا الى ان مصر التي توفر 60 في المائة من الاسماك المستهلكة من تربية المائيات. وقال ان التواجد المكثف للبواخر بالموانئ الجزائرية يقلص مساحات تربية المائيات لافتا الى الضعف المسجل في انتاج اعلاف الاسماك وغياب التحويل الصناعي لبقايا الاسماك إلى علف. كما اثار المشاركون في اللقاء "المشكل الاساسي" الذي تواجهه تربية المائيات بالجزائر على مستوى عمليات التسويق والمتمثل في نقص المعلومات اللازمة للمواطن التي تدفعه للاقبال استهلاك الاسماك التي توفرها مزارع المائيات. في ذات السياق أفاد وزير الصيد البحري والموارد الصيدية سيد أحمد فروخي على هامش الندوة أن قطاعه يعمل حاليا على دراسة سبل تنظيم السوق عموما وسوق منتجات تربية المائيات بوجه خاص مبرزا أن اي نشاط مرتبط بالسوق ينبغي ان ياخذ في الاعتبار الطلب والنجاعة الاقتصادية والربح الذي ينتظره المستثمر. ويدرس القطاع أسعار اسماك تربية المائيات ذلك أن نجاح هذه المشاريع يبقى مرتبط بالتكاليف والربح ووجود سوق يستهلك هذا المنتوج. وفي مجال انتاج اعلاف السمك أكد الوزير على وجود برنامج لتطوير صناعة الاعلاف بالاضافة إلى صناعات اخرى كصناعة الاقفاص مشيرا إلى ان انتاج الغذاء يعد تحد هام للقطاع خاصة وان إنتاج 80 ألف طن من السمك يتطلب 160 الف طن من الغذاء. ويرى الوزير ان المنتج المحلي للاعلاف لن يواجه اي صعوبة مع الاغذية المستوردة اذا ما وفر منتوج ذو مستوى وجودة. كما أشار السيد فروخي الى انه يتم انجاز بحوث حول انواع جديدة من اسماك الاحواض والتي يمكن انتاجها مستقبلا حسب ظروف تأقلمها مع عاملي المناخ وطلب المستهلك مؤكدا ان التسهيلات المقدمة لصالح المستثمرين في هذا المجال تتمثل في بين التسهيلات المالية والتكوينية والبحثية والادارية.