اعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يوم الثلاثاء دار الثقافة الجديدة لمدينة سكيكدة بمثابة "مدينة ثقافية بامتياز". وأوضح الوزير لدى تدشينه هذا الصرح الثقافي المتربع على 5 آلاف متر مربع و المتميز بطابع هندسي معماري أخاذ بأن هذه الدار تعد من بين أحسن و أهم دور الثقافة على الصعيد الوطني. وأبدى السيد ميهوبي خلال تدشينه لهذه الدار التي تحمل اسم المجاهد و الوالي و الوزير الأسبق الراحل محمد سراج إعجابه الكبير بهذا المبنى الذي يتوفر على عديد الفضاءات و المرافق الهامة التي من شأنها -حسبه- أن تنمي الفعل الثقافي بهذه الولاية. وأشار وزير الثقافة خلال زيارة عمل و تفقد إلى ولاية سكيكدة إلى أن المهم ليس فقط أن يكون بالولاية صرحا ثقافيا كبيرا و إنما يجب الاهتمام بالمضامين و بالنشاطات التي تقدمها هذه الدار حتى تكون هناك ثقافة إنتاجية مستمرة تتناسب مع طموحات الولاية مشددا على ضرورة استفادة الناشطين في الحقل الثقافي منها بصفة جيدة. وتضم دار الثقافة محمد سراج لمدينة سكيكدة التي تطلب إنجازها غلافا ماليا بقيمة 600 مليون دج قاعة للمحاضرات تتسع ل 600 مقعد و مخبرا للغات و مخبرا للتصوير و رواقا للفنون الجميلة و مكتبة للأطفال و أخرى للكبار فضلا عن قاعة متعددة النشاطات و أخرى للمحاضرات و أكثر من 10 ورشات وقاعة للمعارض. كما أنها تضمن 50 منصب عمل دائم. وتفقد الوزير خلال هذه الزيارة كذلك أشغال بناء مكتبة رئيسية بوسط مدينة سكيكدة تتربع على 2300 متر مربع و تضم عديد المرافق من بينها قاعة للمحاضرات ب 320 مقعد و قاعة للعروض و تطلبت غلافا ماليا بقيمة 450 مليون دج و من المتوقع أن تستلم في يناير 2016 . كما عاين السيد ميهوبي مشروع إعادة ترميم المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة و هي الأشغال التي انطلقت مطلع مارس الأخير بغلاف مالي بقيمة 130 مليون دج. وأكد وزير الثقافة بأن عملية ترميم المسرح التي من المتوقع أن تنتهي بعد سنة من الآن تهدف إلى جعل المسرح الجهوي لسكيكدة يتلاءم والمواصفات التقنية للمسارح العالمية فضلا عن المحافظة على هذا الصرح الثقافي لسنوات أخرى قادمة. ومن جهته أكد على هامش هذه الزيارة مدير الثقافة بالولاية عبد العالي قوديد لوأج بأن الأشغال تشمل التهيئة من ترميم وتدعيم للهياكل وتجديد للبناية و تجهيز المسرح بمختلف الأجهزة التقنية الضرورية ذات التكنولوجيا المتطورة خاصة بالعرض و كذا أجهزة نظام الصوت والإضاءة. وعن طبيعة عملية الترميم أكد مدير الثقافة بأنها ستأخذ في الحسبان طبيعة البناية باعتبارها أول معلم تاريخي من هذا النوع مصنف على الصعيد الوطني و كونه صرحا ثقافيا يمثل قيمة فنية و جمالية فريدة من نوعها سواء من حيث هندسته المعمارية أو الديكور والزخارف والنقوش المتواجدة به. كما زار الوزير قصر بن قانة المسمى أيضا دار مريم المتواجد بأعالي مدينة سكيكدة حيث عاين أشغال إعادة تهيئته بغلاف مالي بقيمة 100 مليون دج حيث شدد السيد ميهوبي على ضرورة أن تأخذ المؤسسة المكلفة بالأشغال كل الوقت اللازم في عملها حتى تحافظ على الطابع المعماري الفريد من نوعه الذي يميز هذا القصر المصنف منذ 1981 كمعلم تاريخي وميراث وطني محفوظ و الذي هو واحد من أجمل البنايات المعمارية بولاية سكيكدة. للإشارة فقد بني قصر مريم سنة 1913 من طرف المهندس المعماري مونتالون بأمر من رئيس بلدية سكيكدة (فليب فيل آنذاك) بول كيتولي ليهديه لزوجته مريم قبل أن يتم استرجاعه سنة 1981 حيث يحتل القصر موقعا ساحرا تحتوي واجهته الخارجية على فتوحات في شكل أقواس حلزونية وجزء مركزي بطابقين يشبه المئذنة تعتليه قبة صغيرة. أما في الداخل فيوجد بهو شاسع ينتهي بعمودين من الخشب و يؤدي إلى الطابق العلوي الذي يحتوي عدة غرف. وقام الوزير بالمناسبة بتكريم أفراد من عائلة الفقيد محمد سراج و كذا الساسي بوجناح أحد قدامى الفنانين و الموسيقيين بولاية سكيكدة.