تستأنف اليوم الأربعاء بفيينا الجولة الثامنة للمفاوضات النووية الإيرانية لصياغة النص النهائي للاتفاق النووي مع مجموعة (5+1) وذلك بعد شهرين على توقيع اتفاق إطار وقع في لوزان بسويسرا في وقت تلوح فيه واشنطن برفع العقوبات عن طهران قبل معالجة الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي. وفي سياق الجهود الدبلوماسية المستمرة لمجموعة (5+1) لإكمال العمل باتجاه حل شامل وطويل المدى للملف النووي الإيراني تلتقي مديرة الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي هيلغا شميد كل من نائبي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وماجد تخت رافنجي اليوم في فيينا لمناقشة الملف النووي الإيراني على أن ينضم إليهم المدراء السياسيين في وقت لاحق هذا الأسبوع. تجدر الإشارة إلى أن الأطراف المتفاوضة وضعت مهلة حتى نهاية يونيو لوضع اتفاق نهائي تحد إيران بموجبه من أنشطة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها. طهران تتطرق إلى احتمال تمديد المفاوضات النووية وفي هذا الإطار اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الثلاثاء أن موعد الثلاثين من يونيو الجاري للتوصل الى اتفاق بين الطرفين "ليس مقدسا" ويمكن ارجاوه عدة أيام. وقال "لن نضحي باتفاق جيد للالتزام برزنامة" مضيفا "اذا كنا فى حاجة الى بضعة أيام اضافية فالامر ليس بهذه الاهمية ولا يوجد موعد مقدس " موضحا أنه "ماتزال هناك خلافات أساسية عدة وسينضم الوزراء الى المفاوضات لاتخاذ القرار المناسب". وتطرقت ايران مرارا الى احتمال تمديد المفاوضات النووية بسبب المشاكل التى تعرقل التوصل سريعا الى النص النهائي للاتفاق الا أن واشنطن كانت على الدوام ترفض هذا الاحتمال. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن مؤخرا أن بلاده ليست مقيدة بموعد نهائي في المحادثات الرامية للتوصل لاتفاق شامل حول البرنامج النووي للبلاد مضيفا أن "ايران جادة بشأن المحادثات النووية ولا تسعى للمماطلة ولكننا لا نقيد انفسنا بوقت محدد للتوصل لاتفاق جيد". وأكد أنه اذا لم يفرض الجانب الاخر مطالب مبالغ فيها فسيكون الاتفاق ممكنا في الاطار الزمني المتفق عليه مشيرا إلى أن الغرب مع ذلك يفرض باستمرار مطالب جديدة خلال الاجتماعات لتظهر مساومات جديدة بما يطيل أمد المحادثات ويؤجل التوصل لاتفاق. ويشارك حاليا خبراء يمثلون ايران و مجموعة (5+1) التي تضم (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا في اجتماعات فى فيينا لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق المنتظر وذلك بهدف التوصل بحلول نهاية الشهر الحالي الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني يضمن الطابع السلمي لهذا البرنامج مقابل رفع كامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. واشنطن قد ترفع العقوبات عن إيران قبل معالجة الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي وقد ألمح وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للمرة الأولى -حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- إلى استعداد الولاياتالمتحدة لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران قبل الانتهاء من التحقق من الأدلة التي تشير إلى قيام العلماء الإيرانيين بأبحاث سرية تتعلق بإنتاج أسلحة نووية. وأشار إلى أنه من الممكن رفع العقوبات الرئيسية المفروضة على طهران قبل حصول المفتشين الدوليين على إجابات حاسمة على الأسئلة المعلقة بشأن التجارب والتصميمات الإيرانية التي تبدو أنها تستهدف تطوير قنبلة نووية - حسبما قالت الصحيفة الأمريكية-. وأضاف كيري "إنه من المهم التأكد من أن تلك الأنشطة قد توقفت " مشيرا إلى أنه يمكن المحاسبة على ذلك بطريقة مشروعة. واستطرد الوزير قائلا " أن هذا هو أحد المطالب من وجهة النظر الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مشروع". واكد كيري في الوقت نفسه ضرورة معالجة القضايا الخاصة بالأنشطة النووية الإيرانية السابقة المشتبه فيها غير أنه أوضح إمكانية رفع العقوبات عن طهران قبل إزالة مصادر قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأبحاث النووية الإيرانية السابقة. للتذكير فإنه بعد مفاوضات شاقة استمرت حوالي 18 شهرا توصلت إيران و ال دول الكبرى يوم 2 أبريل 2015 في مدينة لوزان السويسيرية إلى اتفاق إطار لحل ملف البرنامج النووي الإيراني. ويهدف الإتفاق إلى كبح تقدم البرنامج لمدة عشر سنوات على الأقل بتعليق أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية مقابل رفع العقوبات الغربية على طهران بعد 12 عاما من التهديدات بين الطرفين.