إنضمت بريطانيا اليوم الخميس الى التحالف الدوليالذي يشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا وسط جدل حول مدى نجاعة هذا التدخلفي القضاء على التنظيم الإرهابي من جهة وحل الأزمة في البلاد التي دخلت عامها الخامسمن جهة أخرى, بينما تنتظر المعارضة السورية عقد مؤتمرالرياض لإعادة لم شملها قبلانعقاد مفاوضات السلام تحت رعاية الأممالمتحدة. وبعد 10 ساعات من الجدل , صوت 397 عضوا في مجلس العموم البريطاني مقابل223 يوم أمس الأربعاء لتوسيع نطاق عمليات بريطانيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الى جانب العراق. ومن المنتظر ان ترسل بريطانيا ثماني طائرات حربية أخرى إلى قاعدتها فيقبرص للمشاركة في الضربات الجوية , حيث شنت مقاتلاتها اليوم الخميس أولى غاراتهاالجوية على مواقع التنظيم الارهابي. وكان وزير الخارجية البريطاني, فيليب هاموند, قد أكد إن بريطانيا أصبحتأكثر أمانا بسبب قرار نواب البرلمان اليوم لدحر تنظيم داعش. ترحيب بإنضمام بريطانيا للعمليات العسكرية لدحر داعش رحبت الدول المشاركة في العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم ما يعرفب"داعش" في سوريا بإنضمام بريطانيا إلى هذه الحملة, مؤكدين أن هذا القرار من شأنهأن يزيد من القوة الدولية في مكافحة ظاهرة الإرهاب. وتسعى دول التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة, لتوسيع نطاق الدول المشاركةفي هذه الضربات العسكرية حيث دعت واشنطن حلفاءها في حلف الشمال الأطلسي "ناتو" لتكثيف الجهود العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا. وأشادت واشنطن بقرار مجلس العموم البريطاني, حيث قال الرئيس باراك أوباماأنه منذ بدء الحملة ضد تنظيم داعش, كانت بريطانيا أحد شركائنا المهمين". من جهتها أكدت روسيا انها ترحب بأي تحرك يهدف لمحاربة تنظيم داعشودعت إلى تفعيل الخطوات الرامية إلى مكافحة الإرهاب و تنسيقها في إطار تحالف موحد. أما فرنسا التي تشارك الى جانب الولاياتالمتحدة في الضربات العسكرية, كانت قد كثفت من غاراتها في سوريا بعد الأحداث الارهابية الأخيرة التي هزت العاصمةباريس وراح ضحيتها أكثر من 130 شخصا, فقد أثنى رئيسها فرنسوا هولاند بهذا التحركالبريطاني وقال انه "يأتي إستجابة لنداء التضامن الذي وجهته فرنسا إلى الأوروبيينفي 16 نوفمبر الجاري". من جهتها تعتزم ألمانيا التنسيق مع موسكو فيما يتعلق بمكان الاستعانة بالطائراتالعسكرية في محاربة داعش وقال وزير خارجيتها, فرانك فالتر شتاينماير أن الحكومةالألمانية قررت المشاركة في هذه المهمة بإرسال ما يصل إلى 1200 جندي وست طائراتاستطلاع من طراز (تورنادو) وفرقاطة وطائرات للتزويد بالوقود في الجو. المعارضة تلتئم في الرياض لإعادة توحيد صفوفها بينما تتواصل الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية, تعول المعارضة السورية الكثير على مؤتمر "لم الشمل" المزمع عقده في الفترة الممتدةمن 11 الى 13 ديسمبر الجاري في بالعاصمة السعودية "الرياض" بإعتباره سيكون "مفصلمهم" في معادلة الحل السياسي للأزمة السورية. وكانت السعودية قد دعت إلى عقد هذا المؤتمر بهدف تشكيل وفد يخوض المفاوضاتمع النظام السوري, حسب ما حددته إجتماعات فيينا الاخيرة, وذلك منتصف الشهر الجاري. وفي الوقت الذي يعتبر فيه تشكيل الوفد التفاوضي, الهدف الأول لهذا المؤتمر, ينتظر أن يتمخض عن اللقاء ولادة كيان سياسي جديد, لا سيما وأن المؤتمر سيضم أطيافاواسعة من المعارضة في الداخل والخارج وبشقيها السياسي والعسكري. وأكد رئيس حركة العمل الوطني من أجل سوريا القيادي في الائتلاف الوطنيالسد, أحمد رمضان, أن إجتماع الرياض الذي يضم فصائل المعارضة السورية "سيدخل فيمفاوضات ناجحة مع نظام بشار الأسد". وأضاف رمضان أن فصائل المعارضة التي ستجتمع في الرياض ستضم "ممثلين سياسيينوعسكريين وممثلين عن المجتمع المدني السوري الى جانب ممثلين عن رجال الأعمال والعلماءورجال الدين" ، مبرزا أن المؤتمر من شأنه أن يعكس "وحدة المعارضة وتفاهمها علىرؤية موحدة واستعدادها للمرحلة المقبلة للدخول في مفاوضات ناجحة مع النظام إذالزم الامر". ويهدف الإجتماع إلى تهيئة المعارضة لمرحلة التغيير المرتقبة خاصة في ظلإمكانية العودة للتفاوض في جنيف برعاية الاممالمتحدة بعد اجتماع فيينا الاخير في نوفمبر الماضي, وما صدر عنه من مقررات للتوصل إلى حل سياسي. وبدوره أكد المبعوث الدولي الى سوريا, ستيفان ديمستورا, أن "مشاركة جماعاتالمعارضة في المفاوضات مع النظام ستكون على طاولة المناقشات التي تعقد في الرياضمنتصف الشهر المقبل وفي عدد اخر من العواصم", مبرزا, أن هاته اللقاءات تمثل"فرصة" للمعارضة للإستعداد للتفاوض بشكل شامل قدر الإمكان. في حين حذر معارض سوري من أن لقاء الرياض من شأنه ان "يتسبب في نشوب بعضالصراعات" حتى تضع كل دولة الشخصيات المقربة منها, وإن كان يرجح أن تكون الحصةالكبيرة من الموالين للولايات المتحدةالأمريكية ومن ثم السعوديين والأتراك اضافةإلى باقي الدول الفاعلة في الملف السوري بينما ينتظر ان يكون للروس التمثيل الاقل. وتدور في سوريا معارك وإشتباكات منذ قرابة نحو خمس سنوات بين القوات الحكوميةوالمعارضة الى جانب العديد من المجموعات المسلحة ذات الولاءات المختلفة. وأسفرت المواجهات وفقا للإحصائيات الصادرة عن الأممالمتحدة عن سقوط قرابة300 الف قتيل , إضافة الى نزوح الملايين من السوريين داخل البلاد بينما فضل آخروناللجوء إلى الدول المجاورة والعربية أو الغربية.