أبرزت العديد من الشخصيات السياسية يوم السبت بالجزائر العاصمة المكانة المرموقة لزعيم جبهة القوى الإشتراكية حسين آيت احمد مذكرين بمشواره الثوري البارز و دوره في الثورة التحريرية و انفتاح الجزائر المستقلة. و في هذا الصدد أكد محمد علي بوغازي مستشار رئيس الجمهورية "إنه لظرف أليم فقداننا لهذا الرجل العظيم الذي كرس حياته لخدمة الوطن و الاستقلال". و أكد السيد بوغازي للصحافة بعد أن قدم التعازي لمسؤولي جبهة القوى الإشتراكية بمقر الحزب "ندرك اليوم حجم التوافق بشأن هذه الشخصية الكبيرة و هو ما يؤكد أن الجزائر ترقى بالرجال الذين يبعثون فيها القوة سواء تعلق الأمر بالأحياء أو أولئك الذين رحلوا عنا". و ذكر السيد بوغازي أن الراحل "عمل من أجل الجزائر و سيظل يخدمها حتى و إن رحل". من جهته أكد القائد السابق لحركة النهضة فاتح ربيعي أن "آيت احمد ليس خسارة لحزب سياسي أو لمجموعة أو لعائلة فحسب بل خسارة للجزائر برمتها و هو رمز من رموز الحركة الوطنية و حرب التحرير المظفرة فقد ترك سجلا حافلا بالنضال السياسي يعد فخرا لجيل ما بعد الإستقلال". و قال السيد ربيعي أن "جيل ما بعد الإستقلال يدرك حجم هذا الرجل و تضحياته" معربا عن أمله في أن "يستفيد الجيل الحالي من نضال هذه الشخصية الفذة". بدوره اعتبر كريم طبو المناضل السابق في جبهة القوى الإشتراكية أن فقدان حسين آيت احمد "يعد خسارة كبيرة للجزائر" و "ظرف أليم" مضيفا أن الراحل كان رجل "أفكار سياسية و مبادئ". أما عمار لونيس عضو فدرالية جبهة التحرير بفرنسا فأكد ان آيت احمد كان أحد "أعمدة" الثورة التحريرية و "قامة" في تاريخ الجزائر. و ذكر السيد لونيس أن آيت احمد بدأ النضال في سن السادسة عشر في صفوف حزب الشعب الجزائري إلى غاية ثورة أول نوفمبر فضلا على نضاله من أجل القيم الديمقراطية و العدالة. و أضاف نفس المتحدث أن آيت احمد كان أول "دبلوماسي" في تاريخ الجزائر بعد تمثليه الجزائر في مؤتمر باندونغ 1955 (أندونيسيا) داعيا الشباب الجزائري إلى "الاستلهام من تعاليم هذه الشخصية". من جهته اعتبر محمد لمين أحمد المستشار الخاص للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن "رحيل هذه الشخصية ليس خسارة للأمة الجزائرية فحسب بل للأمة الصحراوية و المغاربية عامة". و استقبل السيد لمين أحمد من قبل الأمين العام الوطني لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو حيث قدم بالمناسبة تعازيه و متضامنه مع مناضلي الحزب باسم الحكومة الصحراوية. و قال في هذا الصدد أن "حسين آيت احمد كان بحجم رجال الثورة الجزائرية و كان مدافعا عن قضايا الشعوب المقهورة و كذا الشعب الصحراوي الجار وإن رحيله ليحزننا". من جهته أبرز رئيس جمعية الزوايا و الثقافة السوفية نورالدين مشواط "مكانة" الرجل و مشواره و تضحياته و "نبل نسبه العائلي". و كان حسين آيت أحمد الشخصية السياسية البارزة و مؤسس جبهة القوى الإشتراكية قد توفي يوم الأربعاء الماضي بمدينة لوزان السويسرية. و سينقل جثمان الفقيد يوم الخميس إلى الجزائر حيث سيتم تنظيم وقفة تأبينية بمقر الحزب ليوارى الثرى يوم الجمعة بمسقط رأسه بعين الحمام (تيزي وزو).