أكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية عمار غول اليوم الاثنين بتيارت على ضرورة "التثمين الاقتصادي" للمعالم الأثرية والسياحية في الجزائر حتى تساهم في الاقتصاد الوطني. وقال الوزير خلال زيارة عمل وتفقد لقطاعه بالولاية أن الجزائر تتوفر على آثار تاريخية تعود إلى فترات ما قبل التاريخ "تضاهي قيمتها التاريخية العديد من المعالم الأثرية والسياحية بالعديد من البلدان على غرار المقابر الجنائزية بالأجدار وموقع تاقدمت بتيارت إلا أنها تحتاج إلى تثمين وطني يضعها في سكة دعم الاقتصاد الوطني". وأبرز السيد غول أن التثمين يكون من خلال تهيئة هذه المواقع ودعمها بالمرافق السياحية التي تعمل على استقطاب السواح الأجانب والمواطنين الجزائريين وتشجعهم على اكتشاف ثقافات وتقاليد وآثار وتاريخ الجزائر ومؤهلاتها السياحية. وشدد الوزير في هذا الصدد على دور الجامعة في تثمين المناطق الأثرية والتاريخية والبحث سبل الاستغلال السياحي لها. وأشار من جهة أخرى إلى أن تصنيف المواقع الأثرية بالجزائر ضمن الإرث العالمي "لا جدوى له ما لم تحظ بقيمتها الاقتصادية والسياحية وطنيا". وفي هذا الإطار أفاد السيد غول أن وزارته بعد أن وقعت اتفاقية مع كل من وزارة الثقافة و وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ستوقع الأسبوع القادم اتفاقية أخرى مع وزارة الشباب والرياضة وبعدها مع وزارة الصحة من أجل توفير خدمات صحية ورياضية وترفيهية عبر المواقع السياحة. وبعد أن ذكر بأن مشروع مراجعة الدستور يؤسس لاقتصاد متنوع منتج وتنافسي أوضح أن قطاع السياحة معني بذلك وعليه مسايرة الركب "من خلال تقديمه لمنتوجات سياحية ذات جودة تفرض منافسة على المنتوج المستورد و تدعم الاقتصاد". وأضاف الوزير أن هذا التوجه يفسح المجال واسعا لاستغلال المناطق الأثرية والتاريخية والثقافية والغابية والمسطحات المائية والمنتزهات والموروث المادي واللامادي أحسن استغلال لتحقيق هدف دعم الاقتصاد الوطني. وأوضح السيد غول أن إستراتيجية الوزارة تهدف إلى" أن توفر السياحة 10 من المائة من الدخل الوطني الخام وهي نسبة قريبة من المعايير الدولية" مشيرا إلى أن هذا الهدف "قابل للتحقيق" بالنظر للإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها مختلف مناطق الوطن. وفيما يتعلق بترقية السياحة بالولاية أفاد الوزير أن تيارت تتوفر على إمكانيات سياحية هائلة من بينها أكثر من 400 موقع أثري غير مصنف و ستة (6) مواقع مصنفة وهي تحتاج إلى التثمين الاقتصادي لها لاسيما موقع الأجدار وخلوة بن خلدون وتاقدمت ومواقع أخرى تعود إلى الثورة التحريرية. وأشار إلى أن تيارت ستعود من جديد لإقامة مختلف المهرجانات الوطنية منها الصالون الوطني للفرس وعيد الخروف والزربية وغيرها وذلك دون اللجوء إلى تخصيص ميزانيات من طرف الوزارات المعنية ملاحظا أن هذه المهرجانات ستكون موردا للأموال ولدعم الاقتصاد الوطني. وذكر من جهة أخرى أن 16 مشروعا فندقيا يوجد حاليا طور الإنجاز بالولاية ستسمح برفع طاقة الولاية من 940 سرير حاليا إلى 655 1 سرير. وشملت زيارة وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية للولاية موقع الاجدار الأثري وهو عبارة عن مقابر جنائزية بربرية إضافة إلى تفقد مشاريع فندقية. كما تابع الوزير عرضا عن المخطط التوجيهي لتهيئة الإقليم بالولاية الذي قدمه ممثل الوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم.