تتواصل المحادثات السورية-السورية يوم الأربعاء في جنيف لليوم الثالث على التوالي برعاية أممية, في أجواء "إجابية" في ظل احتراماتفاق وقف إطلاق النار المتواصل منذ قرابة العشرين يوما وقرار روسيا سحب قواتهامن سوريا. فقد أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا, أن أجواء المحادثاتالحالية بين الأطراف السورية بجنيف توحي ب"التفاؤل" وبها إيجابيات كثيرة, معرباعن أمله في أن يؤدي قرار سحب القوات الروسية من سوريا إلى نتائج إيجابية في المحادثاتعلى أرض الواقع. وقد قدمت الحكومة السورية عن طريق وفدها المفاوض في جنيف وثيقة حل سياسيبعنوان "العناصر الأساسية لحل سياسي" إلى المبعوث الأممي خلال الجلسة الإفتتاحيةللمحادثات أول أمس الاثنين. ووصف رئيس وفدها المفاوض بشار الجعفري, الجلسة التي عقدها اليوم مع ديميستورا ونائبه ومساعديه بال"بناءة والمفيدة" والتي تطرقت لخطوات عملية من شأنها أن تفتح الباب لحوار سوري-سوري "دون شروط مسبقة". وأوضح أنه بعد استكمال الشروط الموضوعية من ناحية الشكل والتوصل إلى توافقسوري-سوري بين وفد الجمهورية العربية السورية وجميع وفود المعارضات سيتم الانتقالمن الشكل إلى المضمون وهذا من حيث المبدأ. ومن جهتهم, طالب ممثلوا المعارضة السورية في المفاوضات, خلال اجتماعهمأمس الثلاثاء, الحكومة السورية بتوضيح أفكارها بشأن الانتقال السياسي. وقال جورج صبرا, المفاوض عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضةفى المحادثات أن وفد المعارضة قدم للوسيط الأممي اقتراحا بشأن حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة. وكانت جولة المفاوضات السورية-السورية قد استأنفت يوم الاثنين برعاية الأممالمتحدة بهدف دفع طرفي النزاع السوري نحول حل سياسي من شأنه إنهاء الأزمة التي تتخبط فيها سوريا منذ ست سنوات والتي راح ضحيتها أزيد من 270 ألف قتيل وملاييناللاجئين والمهجرين وخلفت دمارا كبيرا في البلاد. وسيتم من خلال مسار السلام الذي تبنته الأممالمتحدة أولا تشكيل حكومةانتقالية ووضع دستور جديد في غضون ستة أشهر, وتشترط المعارضة السورية التي تمثلها في جنيف الهئية العليا للتفاوض رحيل الرئيس بشار الأسد بنهاية هذه المرحلة الانتقاليةالتي مدتها ستة أشهر غير أن الحكومة السورية ترفض فرض شروط مسبقة وبذلك مناقشةتنظيم انتخابات رئاسية أوالتطرق لمصير بشار الأسد الذي أعيد انتخابه عام 2014 لعهدةجديدة مدتها سبع سنوات. - إنسحاب القوات الروسية من سوريا "خطوة إيجابية هامة" لإنجاح المفاوضات- يرى المتتبعون للمشهد السوري, أن قرار روسيا سحب قواتها من سوريا يمثل "خطوةإيجابية هامة" لإنجاح المفاوضات السورية وجاء ليدعم اتفاق وقف إطلاق النار الساريالمفعول في سوريا منذ ال27 فبراير الماضي. وعلى حد تقدير الأمين العام لجامعة الدول العربية, نبيل العربي فإن الإعلانالروسي "جاء في توقيت مناسب", ويمثل "خطوة إيجابية هامة" باتجاه تعزيز الجهود المبذولةمن قبل مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا لإنجاح مسار مفاوضات جنيف الجارية تحترعاية الأممالمتحدة ولتثبيت الهدنة القائمة ووقف الأعمال القتالية. ودعا العربي جميع الأطراف السورية إلى التحلي بالحكمة والمرونة وتغليبالمصالح العليا للشعب السوري حتى يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي حول خطوات المرحلة الانتقالية التي تحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير, بما يحفظ وحدة سورياواستقلالها وسلامتها الإقليمية. ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس مجلس الأمن الدوليوالمجتمع الدولي للوفاء بمسؤولياتهم والمساعدة في انجاح محادثات السلام السورية مؤكدا أنه إذا لم يتم استغلال هذه الفرصة فإن العواقب على الشعب السوري والعالمبأكمله ستكون مخيفة إلى درجة لا يمكن تصورها. ومن جهتها أكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف, أن قرار سحبقواتها من سوريا يهدف إلى تعبئة جبهة عريضة ضد الارهاب وجاء ليصب في لمصلحة الشعبالسوري والشرق الأوسط برمته وأن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ هذا القرار بهدف "دفععملية التسوية" هناك. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, أن سحب الجزء الرئيسيمن القوات الروسية في سوريا "لن يضعف الرئيس السوري بشار الأسد" مدعمة بذلك تصريحاتبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد التي أفادتبأن قرار سحب القوات الروسية "ليس بهدف الضغط على دمشق". وكانت الرئاسة الروسية قد أعلنت الاثنين أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيرهالسوري بشار الأسد قد اتفقا - في اتصال هاتفي - على سحب القوات الروسية من سوريا, مع الإبقاء على وجود جوي لمراقبة وقف إطلاق النار بداية من أمس الثلاثاء. وتعتزم السلطات الروسية - رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي فيكتور أوزيروف- الإبقاء على ما لا يقل عن 800 عنصر من قواتها بقاعدتيها الجوية والبحرية في سورياوذلك مع بدء مغادرة أولى دفعات القوات من البلاد. ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة إلى موسكو الأسبوعالقادم لبحث مسألة انسحاب القوات الروسية وسبل دفع العملية السياسية في سوريا.