أجريت اليوم الخميس بمدينة باتنة أولى التجارب على أول آلة لنحت وصقل الحجارة الكريمة من صنع جزائري مائة بالمائة حسب ما لاحظته وأج بعين المكان . وحضر تشغيل هذا العتاد المكون من آلتين تم تصنيعهما في ورشة مؤسسة صناعة الآلات الصناعية واللوازم المخبرية (جيما) التابعة للقطاع الخاص مدير تطوير الصناعة التقليدية بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية شكري بن زعرور وكذا مديرو غرف الصناعة التقليدية والحرف لولايات باتنة وقالمة وتمنراست ورؤساء ذات الغرف لولايات تيزي وزو وتلمسان وعين الدفلى وعدد من الحرفيين في المجال. وأكد بالمناسبة مدير تطوير الصناعة التقليدية بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية ل/وأج بأن هذه المبادرة هي تتمة لمشروع تحويل الأحجار الكريمة الذي يجري بمدينة تمنراست في إطار برنامج تعاون جزائري - برازيلي والذي انطلق بتكوين مكونين في النحت على الحجر الكريم. و قال في هذا السياق ''جاء التفكير في كيفية الحصول على هذه الآلات بعد أن إصطدمنا في الميدان بعدم توفرها بالجزائر لأنها حرفة جديدة" مضيفا بأن مبادرة هذا المستثمر الخاص رافقته غرفة الصناعة التقليدية والحرف بباتنة. و قال أيضا "لقد انطلقت الفكرة في ديسمبر 2015 ونحن نقف اليوم في نهاية مارس 2016 على معاينة التجهيزات التي تبدو حسب التجارب الأولية ووفق أراء الحرفيين الذين تلقوا التكوين على أيدي الخبراء البرازيليين مرضية جدا." و أضاف نفس المسؤول لوأج "أنا متفائل جدا بمسار هذه الحرفة بالجزائر والمرحلة المقبلة ستتضمن تجريب هذه الآلات أكثر وضبطها بالشكل النهائي فيما ستبقى مهام الحرفيين وغرف الصناعة التقليدية والحرف التي تلقى بعض عناصرها تكوينا في الميدان اقتناء الآلات والانطلاق فعليا في عملية الإنتاج والتكوين الواسع للراغبين في تعلم حرفة صقل نحت الحجارة وصقلها." وشدد المتحدث على ضرورة أن يلعب الإعلام الدور الكافي للتعريف بهذه الحرفة الجديدة وإطلاع الشباب الراغبين في امتهانها على الفرص التي ستتاح لتلقين مهاراتها لاسيما وأنها مطلوبة جدا في السوق. كما أشار مدير تطوير الصناعة التقليدية بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية إلى أن الجهود مبذولة حاليا على مرحلة ما بعد التكوين من خلال تثمين المهارات التي كانت ثمرة التعاون الجزائري البرازيلي التي انطلقت في 2013 بتمنراست وستنتهي في الثلاثي الأول من سنة 2017 وتحسينها بالممارسة وتكوين الحرفيين وأضاف كذلك بأن الطرف البرازيلي قدم هبة على شكل آلات لنحت الحجارة تم توطينها بغرفة الصناعة التقليدية والحرف بتمنراست التي فتحت بها مدرسة في المجال في إطارالتجربة والتكوين والتعاون مع خبراء في الميدان من البرازيل في انتظار إنجاز مبنى ستنقل إليه هذه المدرسة التي ستؤدي مهامها كمركز للتكوين في هذا التخصص. من جهتهم أبدى الحضور إعجابهم بالآلتين حيث قال مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف وكذا مدير المدرسة النموذجية للنحت على الحجارة الكريمة بتمنراست مراد سعيداني بأنهما تحملان كثير من التحسن عن الآلات البرازيلية لاسيما فيما يخص الدقة في صقل الحجارة وكذا تأمين الحرفيين من خطر تطاير بعض الشظايا . و بدورها أكدت منسقة المشاريع الوطنية و وكيل تطوير التجمعات الممثلة لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية بالجزائر مريم تركي بأن الجهود ستنصب محليا على تطويرمهارة نحت الحجارة الكريمة وسيتم برمجة دورات تكوينية لفائدة الحرفيين في صناعة الحلي التقليدي والمجوهرات بباتنة الذين تلقوا تكوينا في المجال بتمنراست كتكملة لما تعلموه على أيدي الخبراء البرازيليين. و"سنجري عما قريب تربصا لحرفي الجهة يتضمن تصميم وطبع ثلاثي الأبعاد للأحجار الكريمة بهدف إدخالها في إطار برنامج التجمع الصناعي والثقافي لصناعة الحلي التقليدي و المجوهرات (كلوستر) الخاص بباتنة والذي هو في الطريق الصحيح ويتجسد بطريقة جيدة جدا تضيف المتحدثة. أما مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بباتنة إسماعيل رمضاني فأوضح بأن هذا المشروع ككل يندرج في إطار تثمين حرفة صناعة المجوهرات بباتنة ويرمي إلى تجسيد قطب الامتيازالخاص بالحلي بعاصمة الأوراس.