ينشط أكثر من 50 حرفيا أحياء العاصمة لترويج منتوجاتهم بمناسبة المعارض المنظمة خلال شهر رمضان، حسبما لوحظ. في هذا الشأن صرح لوأج مدير الفيدرالية الوطنية للحرفيين رضا يايسي أن 53 حرفيا مروجين لمنتوجاتهم يتطلعون الى تعريف الزوار بمهارتهم و المشاركة في تنشيط سهرات العاصميين. و من ضمن 17000 حرفي مقيم بولاية الجزائر فقد نظم بعضهم معارض بكل من شارع ديدوش مراد قرب الجامعة المركزية و ساحة كينيدي بالأبيار. و قد أشار هؤلاء الى تردد العديد من الزوار و السواح الأجانب و كذا أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج على هذه المعارض. وأعرب بعض الزوار عن اعجابهم بمنتجات الصناعات التقليدية على غرار الحلي و السلال و اللباس التقليدي. من جهة أخرى، اعتبر السيد يايسي أن الحرفيين ال25 المتواجدين على مستوى ديدوش مراد و ال28 في الأبيار "يساهمون في تشجيع الانتاج الوطني و ترقية السياحة" مضيفا أن الهدف من هذه المعارض التي تقام ليلا و نهارا "يكمن في تشجيع الانتاج الوطني و ترقية السياحة مع ضمان مصدر ربح للحرفي". كما ركز المتحدث على ضرورة "التكوين و تأهيل الصناعات التقليدية و التسويق". ويرى السيد يايسي أن الوضعية المهنية للحرفيين "لا يمكن أن تتحسن إلا من خلال إدماج الشباب البطال في الدورات التكوينية الخاصة بمهن الصناعات التقليدية التي يمكن أن تدوم أكثر من سنة في العديد من التخصصات و المهن". وتساهم هذه الدورات التكوينية أيضا في القضاء على ظاهرة البطالة على حد قوله. ومن جهته، أوضح ممثل الفيدرالية الوطنية للحرفيين الناشطة تحت إشراف الاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين أن هذا التكوين الموجه للشباب الذين لم يبلغوا مستوى دراسي متقدم يعد فرصة هامة لترقية المهن الخاصة بالصناعات التقليدية مثل صناعة الجلود و النحاس و كذا السلال. واقترح في هذا الصدد تنظيم معارض دائمة على مستوى الولايات حتى يتمكن الحرفيون من الاستفادة من ورشات و فضاءات بيع لتشجيع السياحة على غرار دار الصناعة الحرفية بباب الوادي. و من جهة أخرى طرح رئيس الاتحادية مسالة التموين بالمواد الأولية "التي تكون أحيانا غير متوفرة مما يجبر الحرفي على اللجوء إلى السوق الموازية أو شرائها بأثمان باهظة" مشيرا على سبيل المثال إلى الجلود. و ينحدر العارضون من بجاية و تلمسان و بسكرة و عنابة و البليدة و الشلف و مدن أخرى لإبراز تنوع الصناعة الحرفية. و أوضح انه "دون تكوين و دون مواد أولية و بالنظر إلى غياب دفتر شروط سيتم لا محالة التخلي عن الصناعة الحرفية الجزائرية" و في هذه الحالة-أضاف يقول- "سوف يفقد الشباب اهتمامهم بهذه الحرفة و لن يكون هناك خلف لاستئنافها". وسجل من جهة أخرى أنه في "غياب مبيعات و تبعا لتراكم العديد من المشاكل قام بعض الحرفيين بتسليم بطاقاتهم الحرفية" داعيا إلى تنظيم ورشات تكوين موجهة للتلاميذ خلال العطل بهدف "إبراز المواهب". وحسب السيد يايسي لم يوافق العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية على احتضان مثل هذه المعارض في بلدياتهم. وقد استقبلت بلديتي بن عكنون و الحراش معارض أخرى في حين برمجت بعض البلديات مثل دار البيضاء و باب الزوار و الرغاية و كذا الرويبة لاحتضان هذه التظاهرات. تعد الجزائر حاليا زهاء 420.000 حرفي ينشطون على الصعيد الوطني.