شكلت الدورة الأولى للحوار الإستراتيجي الثنائي حول المسائل السياسة و الأمنية بين الجزائر و فدرالية روسيا المنعقدة امس الاثنين بموسكو فرصة لتعزيز التشاور الجزائري-الروسي و تنسيق المواقف حول المسائل الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك. و تاتي هذه الدورة التي انعقدت برئاسة وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل و مسؤول العلاقات الدولية بمجلس الأمن لفدرالية روسيا ايفغيني لوكيانوف لتؤكد ارادة البلدين في المضي قدما في علاقاتهما و تعاونهما في المجال السياسي و الاقتصادي و التجاري و الثقافي. و تنعقد هذه الدورة تنفيذا لتعليمات رئيسي البلدين عبد العزيز بوتفليقة و فلاديمير بوتين لتعزيز المواقف و التنسيق بين البلدين حول قضايا الساعة الرئيسية التي تطرح اليوم رهانات كبرى. و شكلت الدورة فرصة لترقية العلاقات الثنائية الممتازة و تعزيز الشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين في مختلف الميادين. و ذكر الطرفان بهذه المناسبة بتمسك البلدين بمبادئ التسوية السلمية للنزاعات وضرورة تبني الحوار و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و احترام ميثاق الأممالمتحدة. كما ناقش الطرفان المسائل الدولية و الإقليمية ذات الإهتمام المشترك لاسيما الوضع في سوريا و ليبيا و الصحراء الغربية و الساحل و مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان و الجريمة الإلكترونية. و قرر الطرفان عقد دورة ثانية للحوار الإستراتيجي بالجزائر العاصمة خلال الثلاثي الأول لسنة 2017. الجزائر-روسيا: شراكة متينة و واعدة و تربط الجزائر و روسيا شراكة متينة و واعدة في اطار الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها في ابريل 2001 و كذا في اطار عدة اتفاقات تعاون ثنائية مبرمة في مختلف الميادين. و جاءت الزيارة الرسمية التي اجراها الوزير الاول عبد المالك سلال في ابريل الفارط الى روسيا لتتوج نشاطا مكثفا و تبادل زيارات الوفود بين البلدين حيث تم التوقيع على عدد هام من الاتفاقات بهذه المناسبة في مجال السكن و الثقافة و الاتصال و الطاقة الذرية و التكنولوجيات الحديثة. و فيما يخص الاستثمارات و التبادلات التجارية سجلت الشراكة الثنائية قفزة نوعية اثر منتدى الاعمال المنظم على هامش زيارة السيد سلال الذي جمع نحو 500 متعامل اقتصادي. و تم التوقيع على مذكرة تفاهم و تعاون اقتصادي بين الجزائر و روسيا لتاكيد ارداة البلدين في ارساء شراكة مستديمة و ذات منفعة متبادلة على اسس متينة. و قد ذكر الوزير الاول عبد المالك سلال بهذه المناسبة "اتخاذ اجراءات تشريعية و تنظيمية ملموسة في الجزائر لتشجيع الاستثمار و الشراكة و تحسين مناخ الاعمال و ازاحة العراقيل". و على الصعيد السياسي تسجل الجزائر و روسيا تطابق في وجهات النظر حول مختلف المسائل بفضل التشاور و التنسيق. و قد أكد السيد سلال ذلك خلال زيارته الاخيرة الى روسيا مشيرا الى ان البلدين "لديهما نفس وجهات النظر فيما يخص مجمل المسائل" المطروحة حاليا مبرزا "الصداقة و التضامن التاريخيين الذي يميزان العلاقات القائمة بين الجزائر و روسيا".