عرفت الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم التي افتتحت فعالياتها الثلاثاء الماضي بساحة ديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة حضورا كبيرا للأطفال والشباب الذين صار اهتمامهم بالفن التاسع في تزايد مستمر وخصوصا بالمانغا اليابانية. وعرفت أجنحة هذه التظاهرة الدولية أمس الجمعة واليوم السبت الموافقين لأول وثاني أيام العطلة الأسبوعية حضورا كبيرا للأطفال والشباب الذين تزاحموا على اقتناء آخر إصدارات الشريط المرسوم وخصوصا المانغا اليابانية بمختلف فئاتها العمرية على غرار الشونن والشوجو والسينن. وتجمع أيضا محبو الفن التاسع لاقتناء مختلف الأزياء والقبعات والأقنعة والأسلحة البلاستيكية والمجسمات التي تعود لأبطال أشرطتهم المرسومة بالإضافة لمختلف الأدوات المستعملة في الرسم والتلوين في حين قصد آخرون ورشات الرسم لتعلم أبجديات الشريط المرسوم. كما شارك أيضا عشرات الشباب في مسابقة "كوسبلاي زاد-لينك 2016" لأفضل ي متنكرين بأقنعة وأزياء مبهرة تعود لأبطال الأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو على غرار "ناروتو" و"لوفي" (وان بيس) و"شينجيكي نو كيوجن" و"فيري تيل" و"فولميتل ألكميست". واعتبر بعض الزوار أن المهرجان "فرصة لاقتناء العديد من القصص المصورة التي لا تتوفر بالأكشاك والمكتبات وخصوصا الجديدة منها" في حين قال آخرون أنها "مناسبة أيضا للأطفال للتعرف على أبطالهم عن قرب واقتناء آخر إصدارات القصص المصورة" وإن تأسف ل"غلاء أسعار معظمها". وكانت الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم التي عقدت تحت شعار "الفقاعة التاسعة للفن التاسع" واحتضنت إيطاليا كضيف شرف- قد عرفت تنظيم معرض للشريط المرسوم الإيطالي بحضور عدد من كبار فناني الشريط المرسوم الإيطاليين والمختصين فيه. وقد شهد المهرجان أيضا حضور عدد من فناني مشروع "مثلث الجزائر-بروكسل-هافانا" الذي يضم رسامي شريط مرسوم من بلجيكا وكوبا والجزائر على غرار البلجيكي إيتيان شريدر الذي وقع مؤلفه الأخير "بليك ومورتيمر" والكوبية ليزبث دومون روبلس التي شاركت في عدد من الورشات. كما تميز أيضا خلال هذه التظاهرة عدد من رسامي الشريط المرسوم الجزائريين الشباب بإبداعاتهم الجديدة التي جلبت انتباه الزوار على غرار الفنان القسنطيني بن يحيى رسيم باي الذي قدم عمله الأول "قسنطينة 1836" تكريما لأحمد باي (1786- 1851) أحد أبرز وجوه المقاومة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر. ولعل من مميزات هذه الطبعة أيضا حضور المكسيك التي تشارك لأول مرة عبر معرض ضم 34 عملا لفنانين مكسيكيين أغلبهم شباب متخصصون في إنجاز رسومات كتب الأطفال بالإعتماد على تقنيات فنية متعددة كالتصميم الغرافيكي والرسومات على الورق بالحبر والأكريليك بالإضافة لتنظيم عروض أفلام قصيرة موجهة للأطفال. وبمناسبة الذكرى الأربعمائة لوفاة الروائي الإسباني ميغال دي سيرفانتس (1547- 1616) أقيم أيضا معرض حول شخصية "دونكيشوت" (بطل روايته الأشهر التي تحمل نفس الإسم) تكريما لهذا المبدع الذي عاش بالجزائر كأسير من 1575 إلى 1580 والذي تركت إقامته تلك تأثيرا كبيرا على أعماله وفقا للباحثين والنقاد. وتختتم مساء اليوم السبت فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الوطنية للشريط المرسوم وعلى الفائزين أيضا بمسابقة "كوسبلاي" التنكرية.