المعروف أنه في أي انتخابات، عندما يتقدم مرشح بعدد أصوات الناخبين عن مرشح آخر، فهو الذي يفوز حتما، لكن في الولاياتالمتحدةالأمريكية الأمر مختلف تماما، فالذي تختاره أغلبية الشعب ليس بالضرورة هو الفائز والسبب يرجع إلى طبيعة نظام الإنتخابات الأمريكي، فالفائز تحدده ما يطلق عليه بالهيئة الإنتخابية أو المجمع الإنتخابي، وليس الأصوات الشعبية. لهذا، في عام 2000 حصل المرشح الديمقراطي ''آل غور'' على أصوات شعبية أكثر من ''بوش''، لكن هذا الأخير فاز لأنه حصل على أصوات أكثر من المجمع الإنتخابي. والواقع أنه حيث يذهب الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الإقتراع لا يصوتون بصفة مباشرة على المترشحين ونوّابهم، بل يصوتون على ما يعرف بالمجمع الإنتخابي، وهذا المجْمَع عبارة عن مندوبين يرشحهم أعضاء الحزب في مختلف ولايات الاتحاد، ويقوم يوم الإنتخاب الشعب الأمريكي بالتصويت على هؤلاء المندوبين الذين يكونون قد أدلوا بولائهم لمرشح أو لآخر من المرشحين للرئاسة، ولكي يتم انتخاب الرئيس ونائبه فإنه بحاجة إلى أصوات 270 من هؤلاء النواب على الأقل. وعدد المجمع الانتخابي يساوي أعضاء الكونغرس بغرفتي النواب والشيوخ، أي 538 عضوا، ويحصل الفائز في كل ولاية على جميع الأصوات حتى تلك التي تحصل عليها منافسه تطبيقا لمبدأ الفائز يحصد الكل، وذلك إذا حصل على أكبر عدد من أصوات المجمع الانتخابي، يتم الإعلان عن أسماء المجمع الإنتخابي قبل الإنتخابات، ويسجل بذلك في السجلات الرسمية للولاية. ومن المفترض أن يصوّت مندوب كل حزب للمرشح الذي يمثل هذا الحزب في حال فوزه في الإقتراع العام تجسيدا لرأي سكان الولاية، لكن القانون لا يلزم أعضاء المجمع الإنتخابي في 24 ولاية بذلك، بل ويلزم الناخبون في الولايات ال 26 الأخرى، وبإمكان أعضاء المجمع الإنتخابي في الولايات ال 24 أن يقدموا رأيهم على رأي مواطني الولاية أو لا يصوّتوا بالمرة، ولا يتعرضوا للمساءلة. وفي تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية العديد من المواقف التي عارضت فيها الهيئة الإنتخابية اختيار الشعب، ففي عام 1836 قام جميع الناخبين الديقراطيين وعددهم 23 ناخبا من المجمع الإنتخابي برفض التصويت الشعبي للمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لأنه أنجب من إمرأة سوداء طفلين أسودين. وفي حال تعادل المرشحين، يُحال الخيار لمجلس النواب الأمريكي الذي يقوم باختيار الرئيس دون الإلتفات إلى رأي الشعب. ولعل ميزة هذا النظام الغير مباشر للإنتخابات الرئاسية الأمريكية، أنه يضمن تمثيل كل ولاية بحسب سكانها، فذات الكثافة السكانية العالية لها نواب أكثر من تلك التي لها كثافة سكانية أقل.