صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم الاثنين بالنعامة أن هناك عدة مشاريع في طور الإنطلاق تخص مجال الخدمات و الصناعة الثقافية التي يمكن أن تشكل رافدا آخرا لدعم الدخل الخام الوطني. وأوضح الوزير على هامش تفقده لعدة معالم ومواقع ثقافية بالولاية أن "عدة مشاريع توجد قيد الانطلاق تخص مجال الخدمات والصناعة الثقافية من قبل عدة مستثمرين والتي يمكنها أن تشكل رافدا آخرا لدعم الدخل الخام الوطني وفرصة لرجال أعمال ومؤسسات خاصة تسعى لدخول الحقل الثقافي و اكتشافه وتحقيق نتائج تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني". وصرح الوزير أن الأمر يتعلق بمشاريع تخص الأستديوهات السينمائية ومخابر السينما ومجمعات الطباعة ومتاحف و دور طبع و نشر الكتاب و السينما و فنون أخرى حيث يجري "الإتصال بالولايات لتسهيل آليات تجسيد هذه المشاريع الاستثمارية". و أكد السيد ميهوبي مواصلة الجهد لحماية و ترميم المعالم الأثرية القديمة لتأمينها و تحويلها إلى معالم تساهم في ترقية السياحة الثقافية . وأبرز في هذا الصدد ضرورة أن ''لا تبقى هذه القصور القديمة مجرد جدران بل تعاد لها الحياة من خلال إقحام أعضاء الجمعيات المتواجدة ميدانيا و إلزامها بالعمل على حماية و إدارة و تسيير هذه المعالم الأثرية وفقا لدفتر شروط محدد مع المؤسسات التابعة للدولة " باعتبار أن المجتمع المدني "سند قوي لمؤسسات القطاع في مجال تثمين القصور القديمة". وأشار بالمناسبة إلى أن محطات الرسوم الصخرية بمنطقة النعامة بدورها تحتاج إلى "عمل إستثنائي للعناية بها و لإعادة تأهيلها عن طريق القيام بأبحاث إضافية ومزيد من القراءات الأكاديمية لهذه الرسوم التي تمثل شواهد لوجود الإنسان القديم و حمايتها من التخريب والتشوهات التي يتسبب فيها العامل البشري ". كما جدد وزير الثقافة تأكيده على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري و حمايته من التلف سواء كان تراثا مادي أو غير مادي كما هو الشأن بولاية النعامة التي تزخر بآثار سيعمق البحث فيها عن طريق المركز الوطني للأبحاث في التاريخ و دراسة ما قبل التاريخ من أجل إعلان المكتشفات الأثرية و ترويجها عالميا بواسطة إنجاز خارطة وطنية تضم كافة المواقع الأثرية و التاريخية المنتشرة بمختلف ربوع الوطن. وشكل قصر مغرار التحتاني (شيد منذ 6 قرون ) أول محطة في زيارة السيد ميهوبي الذي عاين أيضا خلوة وزاوية قائد المقاومة في الجنوب الغربي الشيخ بوعمامة التي تأسست سنة 1881 كما تفقد أبواب القصر و ساحته وزار دار الضيافة. و أعلن وزير الثقافة أن قصر تيوت الذي شيد منذ القرن ال 15 ميلادي و يتوفر على 135 منزلا قديما و خضع لعمليات ترميم متتالية سنوات 2003 و 2008 و 2012 شمل كافة أجزائه سيصنف قريبا كتراث وطني محمي. و أثناء معاينته لسينما إمزي بالعين الصفراء أوضح الوزير أنه يتوجب أن تدخل ضمن منظومة القاعات التي يديرها الديوان الوطني للثقافة و الإعلام حتى تدمج ولاية النعامة ضمن الولايات التي تعرض بها الأفلام الجديدة. و أضاف أن الحكومة تعتزم إعادة دور السينما في حياة المواطن حيث تحققت في هذا المسعى خطوات هامة لإستعادة القاعات و تهيئتها و تشغيلها و إعادة التصنيع السينمائي فضلا عن مراجعة مسألة تمويل الأعمال السينمائية التي تتوجه نحو إنتاج أفلام ذات الكلفة المحدودة كالقصيرة منها و الوثائقية. و اختتم وزير الثقافة زيارته لولاية النعامة بمعاينة ملحقة المكتبة الحضرية لبلدية المشرية معربا عن إستعداده لدعم مختلف مكتبات المطالعة العمومية بأحدث العناوين وملحا في ذات الوقت على فتحتها أمام الجمهور في أوقات الراحة وخارج ساعات العمل.