تحولت منطقة بابار بصحراء ولاية خنشلة إلى حقل كبير لزراعة الحبوب من خلال إنتاجها حوالي 73 بالمائة من الإنتاج الإجمالي لهذه الولاية من الحبوب و ذلك برسم الموسم الفلاحي 2015-2016. وتعرف المنطقة الجنوبية لولاية خنشلة التي تطلق عليها تسميات "صحراء خنشلة" و"صحراء النمامشة" وتمثلها بلدية بابار التي تتربع على ماسحة فلاحية ب392 ألف و 810 هكتارات بوفرة إنتاجها لمختلف أنواع الحبوب. وقد أنتجت هذه الجهة من الولاية 73 بالمائة من إجمالي إنتاج الولاية من الحبوب خلال الموسم الفلاحي 2015-2016 و ذلك على مساحة محروثة ب25 ألف هكتار أي ما يعادل 24 بالمائة من المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الحبوب عبر ولاية خنشلة و التي تصل إلى 100 ألف و 850 هكتار حسب ما أفاد ل/وأج رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية أحمد حمزاوي. وقد وصل إنتاج الحبوب بمنطقة بابار --وفقا لذات المصدر-- خلال نفس الموسم إلى 649 ألف قنطار فاقت قيمتها المالية 2 مليار و 700 مليون د.ج منها 561 ألف قنطار من القمح الصلب مشيرا إلى أن المساحة المحصودة من أصل 25 ألف هكتار هي 17 ألف هكتار فقط فيما تم تحويل مزروعات 8 آلاف هكتار المتبقية إلى إنتاج "الفريك" و كذا الأعلاف الخضراء من محصول القمح اللين و الشعير. آفاق واعدة لشعبة الحبوب وفيما لم يخف أحد فلاحي المنطقة الجنوبية لخنشلة المدعو السعيد في عقده الثالث يقطن ببلدية بابار معاناة فلاحي الجهة من مشكل الكهرباء الفلاحية و نقل المزروعات و البذور و الأسمدة. وتراهن من جهتها السلطات العمومية --وفقا لمدير المصالح الفلاحية أحمد لبرارة-- على تطوير شعبة الحبوب بولاية خنشلة التي تعتبر استراتيجية مؤكدا أنه تم في هذا السياق منح أكثر من 2000 قرار استفادة لاستصلاح الأراضي و ذلك منذ سنة 2011 بالمنطقة الجنوبية و دعم هذه العملية بالمرافقة اللازمة. وتم في هذا السياق فتح مسالك فلاحية و إيصال الكهرباء و دعم أغلب العمليات التي تسهم في رفع الإنتاج على غرار تعبئة الموارد المائية من خلال حفر الآبار التي يبلغ عددها حاليا ببلدية بابار 3149 بئر نحو 20 بالمائة منها استفاد أصحابها من دعم الدولة وكذا دعم المستثمرين الفلاحيين بتجهيزات السقي خاصة منها التي تعتمد على التقنيات المقتصدة للمياه فضلا عن دعمهم بالعتاد الفلاحي و البذور و الأسمدة وفقا لذات المسؤول. وأضاف مسؤول القطاع بأن تطوير الشعبة يؤشر لآفاق واعدة تستهدف مصالح الفلاحة من خلالها تعزيز القاعدة الإنتاجية المستدامة لتحقيق إنتاج ب 2 مليون قنطار من الحبوب في آفاق 2019 و العمل على تقوية الدعم التقني و توسيع المساحة المزروعة و جلب يد عمالة مؤهلة لعالم الفلاحة عبر مركز الامتياز لمهن الفلاحة و صناعة الأغذية الزراعية الواقع ببلدية قايس (30 كلم غرب خنشلة). كما يعد توسيع قدرة تخزين الحبوب بالمنطقة الجنوبية الجد محدودة حاليا ب180 ألف قنطار لكي يتفادى الفلاح عناء نقل محصوله لمسافات طويلة من بين الأهداف التي يضاف إليها تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع الخدمات التي تدعم شؤون الفلاحة. و تنوي ذات المصاح تقوية شبكة الكهرباء الفلاحية خاصة بالمنطقة الجنوبية وفك العزلة عن الفلاحين و السهر على إنجاز العمليات المهيكلة الخاصة بالبرنامج المندمج للمنطقة الجنوبية الذي أطلق سنة 2013 لصالح فلاحي الجهة من بينهم 1800 شاب و الذي خصص له مبلغ مالي ب 35 مليار د.ج. استثمارات عمومية لدفع إنتاج الحبوب ولتعزيز هذه الشعبة الاستراتيجية من حيث مضاعفة قدرات تخزين الحبوب ومعالجتها و تكييفها يجري بولاية خنشلة إنجاز مشروعين عمومين غاية في الأهمية وفقا لما أفاد به من جهته علاوة زوراغي مدير تعاونية الحبوب و البقول الجافة إذ يتمثل الأول في إنجاز مركب لتخزين الحبوب بسعة300 ألف قنطار ببلدية الحامة المحاذية لعاصمة الولاية من طرف شركة صينية و بغلاف مالي بقيمة 200 مليون د.ج و ذلك لتجاوز العجز المسجل في تخزين الحبوب. كما ينتظر استلام محطة معالجة و تكييف البذور الجاري إنجازها ببلدية الرميلة و ذلك "مطلع 2017" و التي ستصل قدرة معالجتها للحبوب إلى 50 قنطارا في الساعة الواحدة و هو المشروع الذي من شأنه أن يضمن عملية معالجة و تكييف البذور محليا دون اللجوء إلى الولايات المجاورة. تجدر الإشارة إلى أن بلدية بابار استطاعت أن تحتل المرتبة الأولى وطنيا منذ سنة 2008 من حيث مردود إنتاج الحبوب وتحديدا في محصول القمح الصلب و ذلك بمتوسط 30 قنطارا في الهكتار الواحد بل وصل ببعض المستثمرات إلى 60 قنطارا في الهكتار الواحد.