ذكر مستشار رئيس الجمهورية الدكتور محمد بن اعمر زرهوني يوم الاثنين في افتتاح الملتقى الوطني الثاني حول الشاعر الشيخ عبد القادر الخالدي بمعسكر " أن تراث الجزائر الثقافي ملكية لكل الجزائريين و لا يقبل الإحتكار". و قال مستشار رئيس الجمهورية في كلمة قراها نيابة عنه عضو في الجمعية الثقافية الفنان المنظمة لهذا الملتقى المنظم بالتعاون مع دار الثقافة أبي رأس الناصري بمعسكر ان " تراث الجزائر الثقافي بكل ألوانه و تعبيراته هو كل لا يتجزأ من منظورالذات الوطنية الواحدة نستمد منه العزة و الهمة و نستلهم منه المعالم للسير إلى الأمام لذلك و لا يقبل الاحتكار و الخوصصة و الاستخدام كغطاء سياسي أو لمناورات هدفها الضغط و الإبتزاز". و أضاف الدكتور محمد بن اعمر زرهوني "أن الشعر الملحون كان تعبيرا عن مأساة التجابه مع الاستعمار الغربي بداية من محاولات الاحتلال الإسباني لبعض المدن الساحلية الجزائرية مع الشاعر سيدي لخضر بن خلوف إلى الاستعمار الفرنسي على يد شعراء بينهم عبد القادرالوهراني و عبد القادر الخالدي و الشيخ بوطالب بن يخلف و الشيخ دحو مزيان". و أشار نفس المسؤول إلى أن شعراء الملحون عبروا بأشعارهم "عن دخائل أنفسهم و مشاعرقومهم و وصفوة بيئتهم الطبيعة و الاجتماعية و تغنوا بأمجاد و بطولات قادتهم في مواجهة مختلف اشكال الاستعمار و حثوا على الالتزام بسيرة قادة المقاومات الشعبية و حرضوا الشعب على مواصلة الثورة في وجه المستعمر" و أوضح محمد بن اعمر زرهوني ان تنظيم ملتقى حول الشاعر الشيخ عبد القادر الخالدي يسمح بإبراز الطاقات الإبداعية التي خدمت الوطن و ساهمت في تشكيل موروث ثقافي للجزائريين. و يناقش خلال هذا الملتقى شعراء و أساتذة و باحثون من عدة ولايات يوم الإثنين و غدا الثلاثاء مجموعة من المواضيع ذات العلاقة بالمنتوج الأدبي الثري للشاعرالشيخ عبد القادر الخالدي. و برمجت خلال اللقاء ورشات حول "دور الشعر الملحون في تنمية ثقافة المجتمع" و" دور الحركة الثقافية في تطوير الشعر الملحون" و "أليات تطوير الأغنية البدوية و الإرتقاء بها في الساحة الفنية". يذكر أن الشيخ عبد القادر الخالدي ولد يوم 20 أبريل 1896 ببلدية فروحة بولاية معسكر و تعلم القراءة والكتابة وحفظ يعض سور القرآن الكريم في كتاتيب حي سيدي بوسكرين بمدينة معسكر أين بدأت تظهر لديه موهبة قراءة و نظم الشعر ليصبح له على مدار حياته رصيد يفوق 3000 قصيدة شعرية صنف بعضها في دواوين و ضاع بعضها الأخر. و قد غنى قصائده مجموعة من الفنانين الجزائريين أمثال أحمد وهبي و بلاوي هواري و أحمد صابر و الشيخ محمد المماشي و الشيخ الجيلالي عين تادلس إضافة إلى محمد بلخياطي و الشيخ علي المعسكري و الهواري بن شنات و الشاب خالد و غيرهم. وعمل كمنشط في إذاعتي وهران و الجزائر ما بين 1946 و 1953 و توفي يوم 16 يناير 1964 .