واصل قادة الأحزاب السياسية يوم الخميس خرجاتهم الميدانية و أنشطتهم الجوارية لشرح مضامين برامجهم الانتخابية في اطار اليوم ال12 من الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر القادم, داعيين إلى بعث التنمية المحلية من أجل تعزيز الأمن و الاستقرار في البلاد, في حين دعت أحزاب أخرى الناخبين إلى حسن اختيار ممثليهم على مستوى المجالس المحلية "ممن يخدمون الصالح العام و ليس المصالح الشخصية". في هذا الإطار, رافع رئيس حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) عمار غول اليوم من الشلف, خلال تنشيطه لتجمع شعبي, لصالح تدعيم وبعث التنمية المحلية في إطار تعزيز الأمن والاستقرار الذي تتمتع به البلاد, مؤكدا على أن التنمية المحلية تعتبر من أولويات حزبه. و بعد أن دعا إلى ضرورة تعزيز التنمية باعتبارها من أسباب الحفاظ على الأمن والاستقرار وكذا المكاسب المحققة ضمن برنامج رئيس الجمهورية, أوضح أن هذا المسعى "يمر من خلال برامج واقعية تتكفل بحاجيات المواطنين وحل مشاكلهم على غرار استحداث مناصب شغل محليا و تأطير الكفاءات الشابة وكذا تحقيق العدالة الاجتماعية والاستغلال الحقيقي لثروات كل منطقة". وفي ذات السياق قال رئيس "تاج" أن حزبه يملك البدائل والحلول التي من شأنها بعث التنمية المحلية, مؤكدا على ضرورة إعادة النظر "بصفة استعجالية" في قانوني البلدية والولاية لإعطاء صلاحيات أكبر للمنتخبين المحليين بما يسمح لهم بالإشراف المباشر على عمليات التنمية المحلية كالسكن والتشغيل و تأطير الشباب. وخلال شرحه لبرنامج حزبه, أبرز السيد غول أنه يهدف إلى بناء اقتصاد وطني خارج المحروقات من خلال ترقية قطاعات الفلاحة و الصناعة و السياحة و الطاقات المتجددة و كذا الخدمات, مثمنا بالمناسبة الانجازات المحققة في إطار برنامج رئيس الجمهورية و مؤكدا على ضرورة مواصلة المسيرة من خلال "التأطير اللازم وتعويض النقائص". من جانبه, أكد رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد, من الجلفة حيث نشط تجمعا شعبيا, أن تشكيلته السياسية "تسعى إلى تأسيس مجالس محلية تضم منتخبين نزهاء بحيث يضحي فيها المنتخب من أجل الغير", مضيفا أن حزبه "يناضل من أجل أن يتقدم للمسؤولية من هم في خدمة الصالح العام و ممن هم قادرون على التضحية من أجل الغير". وأشار إلى أن تغيير الوضع "يكون بالصندوق وعدم ترك الفرصة و الاستسلام وانتخاب مجالس يرى أصحابها من المنتخبين المسؤولية كتكليف وليست مصدرا لقضاء مصالحهم الشخصية", لافتا إلى أن "البلدية تشكل قاعدة لمعركة التغيير الذي لا يكون بالكلام والنقد وفقط بقدر ما يكون بالعمل". و دعا في ختام تدخله الناخبين إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم ال23 نوفمبر القادم "لاختيار منتخبين أكفاء و نزهاء ممن يرونهم في خدمة الصالح العام". أما الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلاني فقد دعا من ميلة إلى العمل من أجل إعادة نسج الروابط بين مختلف القوى الحية والفاعلة في المجتمع في سبيل بناء الإجماع الوطني, مضيفا أن مشاركة حزبه في الموعد الانتخابي القادم "لا يهدف للحصول على مقاعد بالمجالس المحلية القادمة بقدر ما يندرج ضمن مسار نضالات الحزب من أجل تجسيد الدولة الديمقراطية الاجتماعية وتكريس الديمقراطية المحلية" . وأوضح أن تجسيد الدولة الديمقراطية الاجتماعية "يقتضي كذلك مشاركة الشعب في اختيار ممثليه بكل حرية وكذا تعدد التفاعلات الإيجابية بين المنتخبين المحليين والمجتمع المدني إلى جانب استغلال أمثل للموارد المحلية والبحث عن موارد جديدة" . من جهته, اعتبر رئيس التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية محسن بلعباس أمس الأربعاء من تيزي وزو, حيث قام بتنشيط لقاءات جوارية, أن التضامن و الفعالية و الشفافية في التسيير تعد ثلاثة عناصر رئيسية لتطوير الجماعات المحلية, مشيرا إلى أن التسيير التضامني يتمثل في إشراك المواطنين عبر منظمات المجتمع المدني في اتخاذ القرار فيما يخص المشاكل التي تخص البلدية قصد تحديد سويا المشاريع ذات الأولوية بالنسبة لمناطقهم. و أضاف أن "الشفافية تقتضي من المنتخبين تقديم حصيلة سنوية و علنية للمجلس لإعلام المواطنين بتسيير مالية البلدية و توضيح أسباب عدم تسجيل عملية أو التأخير المسجل في إنجاز مشروع", مضيفا أن هذا التواصل الصريح سيساهم في إزالة سوء الفهم و التفاف السكان حول المنتخبين المحليين للدفاع عن المشاريع التي تواجه صعوبات. كما أكد أن التسيير الناجع "يتمثل أيضا في الاستباق في التسيير بأفكار تندرج في إطار رؤية على المدى البعيد لإيجاد مصادر تمويل للجماعة" مضيفا أنه "من الضروري التحكم في تسيير الموارد المتوفرة لإثرائها و ضمان تنمية مستديمة للجماعة", مشددا على أهمية ضمان الاستقلالية المالية للبلديات بتشجيع الاستثمار في المشاريع المنتجة للثروة. و من البيض حيث قام بتنشيط تجمع شعبي, دعا رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس إلى "حوار بناء" للخروج من الوضع الذي تمر به البلاد, مضيفا أن التجديد "لا يكون سوى عن طريق حوار بناء يجمع السلطة والمعارضة والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية من أجل إيجاد الحلول للخروج من الوضع الذي تمر به البلاد دون إقصاء لأحد", مشددا على ضرورة "تحمل الجميع لمسؤولياتهم من أجل تغيير الأوضاع نحو الأفضل". وذكر بن فليس أن التغيير الذي ينادي به حزبه منذ تأسيسه "هو تغيير سلمي وعن طريق التدرج والحوار بعيدا كل البعد عن العنف والتعصب والفتنة", مبرزا ضرورة تقوية الجبهة الداخلية للبلاد من خلال تبني الخيارات السليمة والناجعة, مثمنا في هذا الإطار الدور الكبير لأفراد المؤسسة العسكرية المرابطين على الحدود وكذا كافة افراد الأسلاك الأمنية الساهرين على امن واستقرار البلاد. بدوره, أكد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي (كممثل لاتحاد النهضة-عدالة-بناء) خلال تنشيطه لتجمع شعبي بقسنطينة أن المنتخب المحلي "يكمل و يدعم مجهود الدولة في مجال التنمية و يمثل أساس العملية التنموية للجماعات المحلية", مبرزا في ذات السياق أهمية اختيار منتخبين نزهاء و على قدر من الكفاءة. و رافع الأمين العام لحركة النهضة من أجل تعاون دائم بين المنتخبين و الإدارة في إطار الصلاحيات المخولة لكل طرف و ذلك بهدف التكفل بانشغالات المواطنين في شتى المجالات. و بعد أن اعتبر أن الانتخابات المحلية المقبلة ستجري في ظرف "صعب" على الصعيدين السياسي و الاقتصادي, دعا السيد ذويبي المواطنين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع يوم 23 نوفمبر الجاري.