يعد الفيلم الوثائقي " ايزوران ن ايزلوان" الذي دخل المنافسة على الزيتونة الذهبية في المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الامازيغي الذي انطلق أمس السبت بتيزي وزو نشيدا الأغنية التقليدية المزابية من إخراج الشاب حمو أوجانة. وتم عرض هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 26 دقيقة بالمزابية و مترجم إلى العربية اليوم الأحد بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو في أول يوم من المنافسة حيث حاول مخرجه من خلاله تتبع تاريخ الأغاني التي تطبع الحياة اليومية لسكان وادي مزاب و ذلك منذ الولادة حيث يستقبل حديثي الولادة بأغاني تتمنى لهم الصحة ومستقبل مزدهر. ويفتتح الفيلم على سلسلة من اللقطات القصيرة للأغاني التقليدية التي يؤديها رجال بالزي التقليدي و الذي يؤدون في بعض الأحيان رقصات مما يقحم المشاهد فورا في التراث الثقافي للأسلاف. ويتحدث المخرج بعدها مع عدة أشخاص من بينهم مسنين يحتفظون في ذاكرتهم بأشعار قديمة يجهل مؤلفها بالإضافة إلى مختصين يتطرقون إلى ايزلوان (الشعر و الموسيقى) و تاريخه و تطوره و تأثير اللغات الأخرى (العربية و الفرنسية) على الشعر المزابي و الثقافات الأخرى على الأنواع الموسيقية المحلية. ويتم عرض مقتطفات من الأغاني بدقة و ب "الجرعة المناسبة" طيلة عرض الفيلم مما يدعم حديث المتدخلين. و لم يتردد المخرج في إدخال مقاطع لأغنيتين مزابيتين مشهورتين "ناني ميدن ابابا" و "لالا زات ايزتوان" الشعبيتين في وادي ميزاب. وينتهي هذا الفيلم الوثائقي بالتركيز على ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثقافي الثري الذي يروج لقيم الحياة المنقولة من جيل إلى جيل شفويا سيما بعد اندثار جزء كبير منها مع وفاة المسنين و المسنات. وتم في هذا الصدد الإشادة بالمرأة المزابية التي تواصل دائما في نقل هذه الأغاني لأولادها. ويظهر الفيلم الوثائقي لحمو أوجانة و الذي استلهمه من عمل مصطفى بوقرطاس الفائز بجائزة أحسن فيلم وثائقي في الطبعة السابقة للمهرجان, حسبما أوضحه ل/وأج على هامش العرض ي إرادة المخرجين الشباب المزابيين في تحقيق الاحترافية سواء من خلال اختيار الموضوع أو المتدخلين أو التحكم في تقنيات إنتاج الأفلام. ولا يعد هذا الفيلم الذي يتم عرضه في إطار الطبعة ال 16 لمهرجان الفيلم الامازيغي الوحيد الذي يمثل السينما باللغة الأمازيغية في النوع المزابي حيث سيتم عرض فيلم آخر للتنافس تحت عنوان "ايزمولن ن ايقرارن" لأسامة راي غدا الاثنين في صنف الوثائقي و الذي يحصي سبعة أفلام في المنافسة.