يشكل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أكبر الرهانات على الساحة السياسية الدولية في الوقت الحالي، حيث وصفه ترامب ب"أعظم اتفاق في العالم" في حال حقق نتائج إيجابية وملموسة لكلا الطرفين، فيما تسبب الإعلان عن الاجتماع في إطلاق تصريحات متضاربة خصوصا في واشنطن بين مؤيد ومعارض للقاء ترامب بكيم، بينما قوبل بترحيب دولي واسع على أمل انفراج قريب للأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وكان القرار الأخير للرئيس الأمريكي، بقبول لقاء زعيم كوريا الشمالية، بعد تلقيه دعوة من كيم جونغ أون، مفاجئا للأمريكيين أنفسهم، خصوصا وأن ترامب اتخذ القرار دون اللجوء إلى الإدارة الأمريكية، كما حاول حشد التأييد لهذا اللقاء المحتمل، قائلا إن "كوريا الشمالية وافقت على عدم إجراء تجارب صاروخية إلى حين عقد الاجتماع المقترح". وقال الرئيس ترامب، إن المحادثات المزمعة مع زعيم كوريا الشمالية، قد تنتهي دون التوصل إلى اتفاق، أو أنها ستسفر عن "أعظم اتفاق في العالم"، مضيفا "سأغادر سريعا.. إذا لم نحرز تقدما". وقال المسؤول، إن كيم "طلب من تشونج إيصال رسالة خاصة لترامب الأمر الذي اعتبره المسؤول بمثابة محاولة جاهدة من كيم لبناء جدار الثقة مع ترامب قبل انعقاد القمة بينهما. وينتظر أن يسبق الاجتماع بين ترامب وكيم، اجتماع آخر بين سيول وبيونغ يانغ، والمرتقب شهر أبريل القادم، في "بيت السلام" بقرية الهدنة "بان مون جوم" الواقعة على الحدود بين البلدين. وقال مستشار الأمن القومي برئاسة كوريا الجنوبية، جونغ أوي يونغ، أنه تم التوصل إلى اتفاق من سبع نقاط مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، يتضمن عقد قمة بين الكوريتين في نهاية شهر أبريل القادم في "بيت السلام"، وتم الاتفاق على فتح خط اتصال مباشر بين رئيسي البلدين قبل انعقاد القمة، بحيث يتبادلان الاتصالات من أجل إزالة التوتر العسكري وتعزيز التعاون المشترك. ترحيب دولي باللقاء المرتقب على أمل انفراج قريب للأزمة لقي خبر انعقاد اجتماع الرئيس الامريكي بزعيم كوريا الشمالية و كذا القمة المرتقبة بين الكوريتين ترحيبا دوليا كبيرا، حيث أبدت واشنطن ارتياحها للقمة المرتقبة بين الكوريتين شهر أبريل القادم، فيما أكدت أن إمكانية اطلاق الحوار بينها و بين بيونغ يانغ مرهون بمضمون الاتصالات الجارية بين الكوريتين في انتظار حصولها من طرف سيول على تفاصيل بشأن مضمون هذه الاتصالات. وفي ذات السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن تفاؤله بشأن الإعلان عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب و الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، مجددا دعمه لكل الجهود الهادفة للإخلاء السلمي لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال غوتيريس، إن "العالم يواجه تهديدا نوويا للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة"، مشددا على ضرورة أن تجري الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية مناقشات هادفة. من جهته، رحب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالاجتماع المقترح، معتبرا أنه "خطوة على الطريق الصحيح". وأضاف لافروف قائلا: "لا يجب أن يكون مجرد اجتماع وإنما ينبغي أن يفتح بابا لاستئناف عملية دبلوماسية شاملة في أفق إيجاد حل للأزمة النووية الكورية الشمالية، وذلك على أساس المبادئ المتفق عليها من خلال المحادثات السداسية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". ورحبت الصين بالأنباء الإيجابية بشأن الحوار المباشر بين بيونغ يانغ وواشنطن، ودعت إلى إجراء محادثات في أسرع وقت ممكن، "تفضي إلى تعزيز آليات السلام".