أكد المؤرخ البولوني يان ستانيسلاف سيشانوفسكي أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي خلال القرن ال19 مثال اقتدى به البولونيون لتنظيم مقاومتهم للاحتلال الروسي. و في كلمته خلال ندوة نظمها بمعهد سيرفانتيس بالجزائر العاصمة حول "المهاجرين السياسيين البولونيين بالجزائر و اسبانيا خلال القرن ال19", أشار المؤرخ البولوني الى أن "كفاح الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي كان نموذجا لتحضير الثورة ضد الاحتلال الروسي". كما أوضح أن جنودا و مواطنين بولونيين مدنيين اختاروا آنذاك المنفى الى فرنسا هربا من القمع الممارس ضدهم في بلدهم, فقامت بتجنيدهم قسرا ضمن قوات الحملة الفرنسية لكنهم سرعان ما تعاطفوا مع "كفاح الجزائريين العادل" ضد المستعمر الفرنسي. و قال السيد سيشانوفسكي ان "البولونيون تعاطفوا سريعا مع القضية الجزائرية كونهم كانوا يعتبرون كفاح الجزائريين نبيلا و نضالهم عادلا و كان الضباط البولونيين ضد المطامع الامبريالية و الاستعمارية لفرنسا" حيث كانوا يعتبرون هذا الاحتلال "جريمة ضد الانسانية". و أشار المؤرخ سيشانوفسكي أن الضباط البولونيين كانوا يكنون "احتراما كبيرا للأمير عبد القادر" على بسالته و روحه النبيلة بتنظيمه لمقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي. و يعد السيد سيشانوفسكي, الحاصل على شهادة في التاريخ و العلاقات الدولية, استاذا في جامعة فارسوفيا حيث سبق له و ان اشتغل في مكتب رئيس الوزراء كما ترأس المكتب البولوني لقدامى الحرب و ضحايا القمع.